قرأنا صغاراً عن فرار «اللص» في اقاصيص الأطفال واستمتعنا مراهقين ب«اختفاء» المجرم في القصص البوليسية التي مازال يحن إليها البعض، كلما أظلم «الواقع» واحتجنا إلى «حبكة» بوليسية، تسلينا، وتخرجنا من عباءة «العجز» المغموسة في «الواقع» المؤلم إلى رحابة «الحلم» وإن كان مصلوباً على مشنقة «الواقع».
لكننا لم نقرأ، عن «هروب نظام حاكم، تجاوزت قبضته الحديدية عقدين من الزمان، رصد من خلالها «هزائم» شعبه في «زبيبة والملك»، «القلعة الحصينة» «رجال ومدينة».
إنه نظام حاكم بكل مؤسساته العسكرية وقدراته الحربية أشبه ما يكون ب«لص» غادر ذاكرة «طفل» يوما ما، ولكن بقراءة متأنية لطقس المأساة «تصفعنا تفصيلات» مشهد «التأسيس» الذي شاركت أطراف كثيرة في رسم ملامحه، وها هي ساجدة الموسوى:
له أدمعي هطلت حين رف اسمه
في المشارق.. والمغارب
لقد صدقت يا شاعرة «أم المعارك».. فقد شاركك العراقيون - الآن - من مختلف شرائحهم مشهد «الدموع» ولكن ليس «حين رف اسمه» بل حين «فر لصاً» وسبقه «حزبه» عفوا» «عصابته»، «روبرت فيسك» في زيارة غير عادية لقصر رئيس مخلوع أشار إلى ما كتبه «أودن» عن«الدكتاتور»: «كان شديد الاهتمام بالجيوش والأساطيل وكان يعرف الحماقة الإنسانية كما يعرف ظهر كفه».
والسؤال المر: هل تملك الشعوب «مقومات» عدم «تكرار» مثل نظام صدام مع يقيننا برغبة بعض الدوائر العالمية في «استنساخ» صدام لتحقق رغبتها الأكيدة في «عولمة» الظلم، وتكريس «البون» الحضاري بين شعوب الأرض.
|