* كتب - سالم الدبيبي:
من الأيام الكروية هناك وقفات استثنائية، تضع لها شرائح المراقبين والمتابعين علامة للتذكير في روزنامة المواقيت، وما سيشهده الميدان الأخضر لاستاد الملك فهد بالعاصمة الحبيبة الرياض مساء اليوم يدخل ضمن أهم هذه المواعيد، فالهلال يلاقي النصر شقيقه اللدود، في مباراة تحمل وهجاً يضيء سطور التاريخ بمداد من خصوصية لا يقدمها سوى الطرفين .. وبذات الجولة التي تحمل العدد «21» من بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين ، يستعد القادسية لإعلان تواجده المؤكد في المربع الذهبي، وهو مايحتاج إلى الخروج بنتيجة الفوز على حساب ضيفه الشعلة في مباراة تجري أحداثها على ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام.
النصر والهلال:
قد تزيح هذه المباراة الستار عن الفصل الأخير للمنافسة الخاصة بتحديد الفرق الأربعة أضلاع المربع الذهبي لو ارتدى الانتصار القميص الاصفر، إذ سيبقى الفاصل بين الهلال خامس الترتيب ب «35» نقطة، والقادسية لو خسر مباراته الليلة أربع نقاط لا يمكن تغطيتها بالحصول على ثلاث نقاط المباراة الأخيرة.
بينما ستلقي خسارة النصر ببعض المؤثرات على صعيد بحثه عن تحقيق أفضل موقع ممكن للحصول على افضلية في التصفية النهائية حسب ما يقرره نظام المربع الذهبي الذي سيكون طريقه مفتوحاً للنصر باعتبار أن الفوز بآخر مبارياته أمام الرائد نتيجة كافية للتأهل.
غير أن هذه الحسابات حتى لو أدرجت في تطلعات الفريقين لا يمكن أن تكون وحدها ما يدفعهما للظفر بالنتيجة كل على حساب الآخر لذلك لا يتوقع أن يركن الهلال لإحباط تعكسه صعوبة مهمته، كما أن النصر لن يأسر عزائمه في محيط التهاون بالنظر لارتفاع أسهمه لتظل حمى النزال على درجتها المرتفعة كما هي دوماً بين النصر وخصمه الهلال.
المؤشر الوحيد الذي يهبط آخذاً معه ترقب الجميع لمشاهدة مباراة راقية، هو المقياس الخاص بالجانب الفني حيث لم يقدم الفريقان في آخر محطاتهما المستوى المأمول فلم يقنع النصر عشاقه بما نثره حينما قلب النتيجة لصالحه أمام الرياض حيث برز التفكك بين خطوطه الثلاثة، ولم يكن الوسط روح الفريق لائقاً إلى درجة القدرة على رسم التناغم في الأداء.. لكن عودة ضابط الايقاع خوليو سيزار قد تعيد للمجموعة الصفراء رونق الانسجام فتعود لتعزف جمال نغماتها.
في المقابل فاجأ الهلال جماهيره المنتشية بلقب كأس ولي العهد عندما نزلت الوتيرة المتنامية في سياق الارتقاء إلى قمة تطوره بلا سابق إنذار إذ فارق كبير بين مردود المباراة الختامية أمام الأهلي على كأس ولي العهد وما قدمه الازرق أمام الخصم ذاته عندما قبل الخسارة بثنائية لم تجد أي رد ليرسم علامة الحيرة على محيا أجواء تتلبد بالثقة والمعنويات.. واليوم لا سبيل أمام الفريق سوى البحث عن النتيجة للابقاء على حظوظه قائمة حتى النهاية، فربما يكون للمنافسة كلام يقلب الطاولة في وجه التوقعات.
نتيجة الدور الأول : 1/1
القادسية والشعلة:
يقف أبناء قادسية الخبر مساء اليوم على بعد خطوة واحدة، من قطف ثمار ما زرعوه هذا الموسم، الذي شهد تألقهم بشكل يستحق المكافأة والوصول إلى المربع الذهبي يوازي تطلع فريق عاد للتو لمكان يليق بحجمه وعراقته، بعدما تعافت مسيرته التاريخية من وعكة اصابت انسيابها.
وقد يكون ضوء الشعلة فرصة للاحتفاء بقدر ما هو لهيب يهدد بإحراق أوراق الأمل، وعليه يفترض ألا يدخر القدساويون أي جهد لدرء خطر المفاجأة عن طريقهم، وحتى لا يرتهن مصيرهم لفكي الأهلي خصمهم القوي في المواجهة الأخيرة وهم اليوم أقرب إلى تحقيق ذلك بناء على واقع الحال المتفاوت بين الفريقين ، فالقادسية استطاع أن يتعامل مع الألغام المعتادة في لحظات الحسم، ويقطع مسافة طويلة مقترباً من نهاية تتفق مع براعته التي أفرزتها إمكانياته الفنية العالية، عوضاً عن ما يمتلكه من خبرة قيادية على جميع الأصعدة الفنية والإدارية.
وما يحتاجه الشعلة من هذه المباراة لا يتعدى تسجيل موقف مشهود يعيد به ترتيب أوراق المنافسة بشكل يبرز بصمته الخاصة قبل أن تطوى صفحة موسمه الذي حقق خلاله ما يهدف إليه في المقام الأول حينما استطاع ان يؤكد بقاءه بين الكبار لموسم رياضي ثالث.
لكن عناصره المثالية تفتقد جاهزيتها الكاملة، على أثر الفقد للحافز مما تبقى من عمر المشوار فلم يعد الحرص بنفس الدرجة السابقة، مما لا يبعث على توقع نتيجة مخالفة لنجاح القادسية في أهم لقاءات البطولة..
نتيجة الدور الأول:0/0
|