تأتي حلقات حدود الوطن في صحيفة الجزيرة الغراء رافداً قوياً من روافد الإثراء المعرفي في تلك الصحيفة التي تكفيك بالفعل، وذلك من خلال التطوير المستمر في أبوابها وإصداراتها القيمة التي فاقت التصور وأبهجت القراء بما تحمله في طياتها من علم نافع وثقافة عالمية ورؤى مستقبلية لمناحي الحياة حيث اعتبرها أولى صحفنا بهذا الكم والكيف من الملاحق الجميلة المفيدة، فشكراً لرئيس التحرير الأستاذ خالد المالك وزملائه المحررين الذين يبذلون جهوداً جبارة لتوفير المعلومة الهادفة بشتى أشكالها.
أعود لحلقات حدود الوطن الذي دأبت تلك الصحيفة على إصدارها في صفحة كاملة عن مدن مملكتنا الحبيبة مليئة بالمعلومات التاريخية والأرقام التي توضح البون الشاسع بين ما كانت عليه تلك المدن قبل قرن، وما وصلت إليه الآن، وما ذاك إلا بتوفيق الله ثم بجهود حكومة هذه البلاد التي تواصل العمل ليل نهار للتطوير والبناء وتوفير سبل العيش الرغيد.
ففي العدد من هذه الصحيفة رقم 11104 وتاريخ 21/12/1423هـ وما بعده على مدى ست حلقات أعد الأستاذ فهد الموسى معلومات عن الدلم إحدى مدن محافظة الخرج تلك المدينة التاريخية التي حدثت على أرضها أحداث تاريخية منذ العصر الجاهلي، وهي معلومات مسجلة في الكتب التاريخية بصورة متناثرة هنا وهناك مما شجع بعض أبناء الدلم المثقفين على البدء في جمع المتناثر من هذه المعلومات حيث كانت المادة المغذية لهذه الحلقات الناجحة بكل المقاييس، وليس أدل على ذلك من تلك الاتصالات وردود الفعل التي تلقاها معد الحلقات بحيث أكدت له بعد أن رأيت انزعاجه بأن هذه ظاهرة صحية تنم عن تفاعل الجميع مع هذه الحلقات بتصويب ما قد يرد من أخطاء في الأرقام أو المعلومات، وهذا ما حصل بالفعل، وهو الأمر هو ما كنت أحرص عليه حيث قمت بتزويد معد الحلقات كامل مسودة الكتاب المنوه عنها في الحلقة الثانية قبل طباعته النهائية للإفادة مما يرد من ملاحظات.
ولقد استطاع الأخ فهد الموسى بأسلوبه الهادئ ان يوائم بين مجموعة المراجع ويقدم مادة تاريخية شيقة ومفيدة كما أن الصور التي أوردها كانت جميلة ومعبرة مع قلتها إذ كان لابد من إبراز النهضة التنموية في الدلم بصور أكثر مما ورد.
ولا شك أن أي عمل بشري لا بد أن يعتريه النقص، وهذا لا يقلل من قيمة الجهد المبذول، ولكن لا بد من الإشارة إلى بعض الأخطاء التي وردت للتنبيه عليها أداء للأمانة العلمية والتاريخية بعيداً عن العاطفة أو غيرها علماً أن بعض تلك الأخطاء مطبعية وتصويبها مهم ليستقيم المعنى في سياق النصوص ومن تلك الملحوظات:
1- في الحلقة الأولى عند الحديث عن معركة الدلم في العمود الثاني ورد أن الأهالي تكاتفوا وأنهوا بناء السور خلال أسبوع واحد. والصواب أنه تم بناء سور المدينة بأضلاعه الأربعة الذي يبلغ طول كل ضلع أربعمائة متر وارتفاعه ستة أمتار حيث تم بناؤه في غضون ثلاثة أشهر.
2- وفي نفس العمود ورد رمال «طعوس» غروي والصواب «غردي».
3- ورد في العمود الثالث «والريال يخلفه الله وأنا جادين» والصواب «وأنا حاربين» والسطر الذي بعد صوابه «فشددوا الحصار على البلدة» وفي وسط العمود ابن شديد وليس ابن رشيد.
4- عند الحديث عن الشاعر محمد أبا الحسن لابد من التنبيه إلى أن قصائده أكثر مما ورد في هذه الحلقة بل إن أحد أبناء عمومته وهو الأستاذ فهد بن محمد أبا الحسن قد قام منذ سنوات فاقت العشر بجمع أغلب قصائد الشاعر أبا الحسن ولكن حتى الآن لم يصدرها في كتاب ليطلع عليها محبو هذا النوع من الشعر وبالأخص هذا الشاعر الذي تنبض قصائده شجاعة وحماسة فنرجو من الأخ فهد سرعة إخراجها ليقرأها الجميع ويستمتعوا بها.
وفي الحلقة الثانية في العمود الأول وردت الأخطاء التالية:
1- الشيخ القاضي عبدالعزيز بن صالح الصرامي والصواب «الصيرامى».
2- ورد «استغل بعد ذلك الشيخ محمد بن عتيق في نعجان» والصواب «استقل».
3- ورد «سفاطي أعمدة من الطية» والصواب «سفاطي» «أعمدة من الطين».
4- عن طريق اللواح. والصواب اللوح.
5- أما الحبر فيضعه الطلاب أنفسهم من المرواد والشحام. والصواب السخام. والدوارة. والصواب الدواة.
6- وفي العمود الثاني عند الحديث عن سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله - ورد ما يلي: جاء تعيينه حفظه الله قاضياً للخرج والأفضل أن نترحم عليه بقولنا رحمه الله حيث ان مسودة كتاب الدلم كتبت قبل وفاته رحمه الله فكان لابد من التنبه لذلك. وهنا لا بد من الإشارة إلى ماكتبه الأخ صالح السيف تعليقاً على حلقات الدلم في هذه الصحيفة في يوم الأحد الموافق 27 محرم 1424ه حيث كتب عن سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - إبان فترة قضائه في الخرج حيث حول جامع الدلم إلى جامعة علمية فقد طالب الأخ صالح معاصريه كتابة تاريخ تلك الفترة فقال ما نصه «أرجو من الباحثين والكتاب وخاصة الذين عاصروا الشيخ للكتابة عن تاريخ هذه الجامعة وعن الدارسين في محيطها لتكون مرجعاً للأجيال القادمة للتعرف على هذه المدينة عبر مراحلها التاريخية، انتهى.
وإنني إذ أقدم شكري للأخ صالح على جهوده الكتابية لأقول له: إن الكاتب عندما يتصدى للكتابة لابد أن يتحمل مسؤولية الكلمة التي يكتبها لأن قارئ اليوم أصبح قادراً بحسه المرهف على أن يفرق بين الصحيح وغيره إذ يفترض فيمن يكتب أن يكون ملماً بما حوله من إصدارات ثقافية وكتب علمية سجلها أصحابها عن الموضوع الذي يتحدث عنه. وهنا أحب أن أذكر الأخ صالح بأنه تمت الكتابة عن تلك الفترة فقد صدر كتاب منذ عام 1416ه بعنوان «ابن باز في الدلم قاضياً ومعلماً» لكاتب هذه الأسطر حيث صدر في طبعته الأولى في حياة سماحته وبتأييده رحمه الله وبعد وفاته صدرت الطبعة الثانية في عام 1421ه مدعمة بكثير من المعلومات عن تلك الفترة ومصدر تلك المعلومات طلابه ومعاصروه» انتهى.
وإن عدم تحري دقة المعلومة والتأثر بآراء الآخرين تؤدي بالكاتب إلى تسجيل معلومة مغلوطة على الرغم من معرفته، والجميع بذلك فإلى ذلك أحببت التنبيه.
7- الأبيات الواردة في نفس العمود ومطلعها:
طلابه من كل قطر قد أتوا
هي للشيخ عبدالرحمن الجاسر رحمه الله
8- في العمود الثاني قبل الحديث عن معهد الدلم العلمي جاء النص ناقصاً حيث ورد هكذا «ثم طلب منهم البقاء في البر إلى الغد على حسابه ثم دعا وجهاء البلد والمسؤولين فيه فخرجوا واندمجوا مع بعض..!! «في ماذا؟» وهاك أخي القارئ تكملة النص «واندمجوا مع بعض في رياضات متعددة إلى جانب الدروس العلمية التي يلقيها سماحته عليهم».
9- في العمود الخامس عند الحديث عن السفلتة في الدلم ورد في نهاية النص خلط للمعلومات وصحته كما يلي واستفاد منه الجميع وأضفى منظراً جميلاً للمدينة، كما تقوم البلدية حالياً باستكمال مدخل الدلم ليمتد باتجاه الجنوب ماراً بزميقة بطول 15 كم.
10- عند إيراد الشعر في العمود السادس ورد في قصيدة الشاعر الأستاذ عبدالعزيز العتي ما يلي:
يا لسلة الخبز للدنيا بأجمعه - والصواب «يا سلة الخبر للدنيا بأجمعها» وفي عجز البيت الآخر ورد خطأ «ومجد ماضيكي ربانا على القمم» والصواب «ومجد ماضيك ربانا على القمم».
11- وفي قصيدة الشاعر عبدالعزيز الهليل ورد خطأ ما يلي:
في ظل حامي حمان خادم الحرم. والصواب «في ظل حامي حمانا خادم الحرم».
1- وفي الحلقة الثالثة جاء بيت للشاعر عبدالعزيز العتي وقد سقطت منه كلمةحيث ورد كالتالي:
هذا أبو ولد في غربها نطقت
أحجاره أنها من القمم
والصواب:
هذا أبو ولد في غربها نطقت..
أحجاره أنها من أجمل القمم.
2- ورد كذلك العلا أو عليه والصواب «العلاة».
3- ورد في العمود الثالث ما يلي «هذه علية تكوين عظيم فارغ» والصواب «هذه عليه تكوين عظيم فارع».
وهنا أنوه عند الحديث عن علية لاعتراض البعض على المعلومات التاريخية الواردة في الحلقات بأن اللصوص قد اتخذوا علية ملجأ فأحب أن أنوه بأن تلك المعلومات التاريخية هدفها إبراز الجوانب الجغرافية لعلية ومنعتها وما جحدر وغيره من اللصوص إلا رجال كانوا في عهد الدولة الأموية أي في القرن الأول الهجري لذا فأنصح الجميع بأن نقرأ جيداً ولا نستعجل بالأحكام المنبتة.
4- وفي العمود الخامس ورد تحت عنوان المرقبية أبيات للشاعر امرؤ القيس لإثبات أن المرقبية هي الواردة في نص القصيدة التي منها البيت التالي:
عظيم طويل مطمئن كأنه
بأسفل ذي ماوان سرحة مرقب
فإن سرحة مرقب المذكورة في عجز البيت يقصد بها الشاعر الشجرة الكبيرة التي يطلق عليها السرحة حيث يترقب عليها الأعداء آنذاك.
5- وعند الحديث عن ماوان في نهاية الصفحة أورد معد الحلقات خطأ موقع غار تركي حيث قال: وفي أقصى ماوان لجهة الغرب يوجد غار تركي وهو عبارة عن كهف في جبل استقر فيه الإمام تركي بن عبدالله فترة حينما كانت الحرب سجالاً بينه وبين أعدائه.
وأقول الصواب أن غار الإمام تركي بن عبدالله رحمه الله الذي التجأ إليه هو في علية أو ما تسمى في الوقت الحالي العين وإليك أخي القارئ النص الصحيح الذي أورده الشيخ عبدالله بن خميس عند زيارته للغار حيث قال: «إنه قصد هضبة علية بالزيارة فصعد مع طريق يفترعها من شعبي «بلا جين» وأخذ فيها مع طريق يجعل وادي نساح يمينه ووادي العين يساره حتى القف أو الريش كما يسمونه ومنه انحدر «أي ابن خميس» مغرباً على الرديفة من تلقاء «العقدانية» و«كنف» وهناك تنحدر تلعة صغيرة من الريش متجهة إلى المنحدر الكبير منحدر القلات.
هذه التلعة في رأسها كهف وجهه للغرب وهو مستطيل من الشمال إلى الجنوب وفيه كتابات. - ثم يضيف ابن خميس - هذا الغار هو غار الإمام تركي بن عبدالله آل سعود الذي التجأ إلى هضبة علية خوفا من بطش القائد التركي حين نفوذهم المتسلط على نجد. ثم استعاد ملكه بعد ذلك - وتقول مؤلفة كتاب نساء شهيرات من نجد وهنا هو في الغار حدث أن تزوج الإمام تركي عبدالله هويدية بنت غيدان بن جازع بن علي شيخ عشيرة آل شامر وأثمر هذا الزواج عن ابن هو جلوي الذي يستبدل من اسمه على الحالة التي كان عليها الوالد والولد حيث كان ساعداً فيما بعد لأخيه الإمام فيصل بن تركي. كما أن ذريته تسمى عند إفرادها بآل جلوي في أسرة آل سعود» انتهى (1).
وفي الحلقة الرابعة:
1- عند الحديث عن خفس دغرة ذكر هيجال الكوت والصواب هجلة الكوت.
وفي نهاية الصفحة ورد اسم حارس مشروع خفس دغره الزراعي عبدالله بن فهيد العتيبي رحمه الله والصواب عبدالله بن كريوين العتيبي.
وقبل الختام أكرر شكري لمعد الحلقات فهد الموسى الذي نوه بأن أغلب مادة هذه الحلقات استمدت من كتاب الدلم خلال عام الذي سيصدر قريباً متطلعاً كاتبه من المثقفين والمهتمين بتاريخ تلك المدينة العريقة أن يمدوه بالمعلومات والصور الفوتوغرافية المفيدة لهذا الكتاب.
وأحب أن أذكر هنا بأن المطالب التي وردت في نهاية الحلقات هي مطالب ملحة وبالأخص رفع مركز الدلم من فئة مركز إلى محافظة أسوة ببعض المدن التي حولت فيما بعد إلى محافظات ولن نقدم بالتأكيد من نظرة أبوية من ولاة أمرنا حفظهم الله الذين عودونا على ذلك.
وختاما لك أيها القارئ شكري وتقديري.
عبدالعزيز بن ناصر البراك/وزارة المعارف
(1) نساء شهيرات من نجد لمؤلفته د. دلال بنت مخلد الحربي.
|