سعادة الأستاذ خالد المالك
رئيس تحرير جريدة الجزيرة الموقر
بعد التحية الطيبة..
لا شيء يفرض مصداقيته عندي مثل تلك الاخبار المدعومة بالاحصاءات والارقام الموثقة وافضل منها تلك الاستفتاءات التي تعكس آراء الناس في موضوع ما كونها تستند الى منهج علمي في قياس الرأي اذ لا مجال للعاطفة او الادعاء الزائف.
لذا جاءت استطلاعات الرأي حول افضل تغطية لصحيفة سعودية عن اخبار وتطورات غزو العراق من قبل امريكا وبريطانيا التي تمت بواسطة موقع «سعودي لنكس» على شبكة الانترنت، جاءت لتعطي جريدة الجزيرة إنصافاً مستحقاً وترشيحاً يتفق مع الحقيقة الى حد كبير، فالمركز الاول الذي حققته الجزيرة في هذا الاستطلاع انما يتوافق مع الجهد الصحفي المميز والمتابعة اليومية الراصدة، اذ انه وطوال ايام الهجوم على العراق كان الكثيرون يتحدثون عن الجزيرة وتميزها.. هذا التميز في الموقف من الحرب وتسمية الاشياء بأسمائها - في نظري على الاقل - هو الذي منح الجريدة المركز الاول.
واذا كانت المواقف هي محك الرجال كما تقول الامثلة، فإن الحروب في عصرنا هذا قد اصبحت محك الوسائل الاعلامية المختلفة، ودورها هنا لا يقف فقط على نقل وتصوير الاحداث والوقائع بنزاهة وحيادية بل بوضع النقاط على الحروف وعدم القفز على الحقائق كما فعلت بعض وسائل الاعلام العربية للاسف.. وكمثال بسيط اشير الى ان محطة سكاي نيوز البريطانية اطلقت مسمى «الحرب على العراق» وسي.إن.إن اسمتها «الحرب في العراق» في حين ان احدى الصحف العربية تقول انها «حرب العراق» ومازالت الى اليوم تطلق هذا المسمى، ولعلنا جميعاً نعي وندرك ما تعنيه هذه التسمية!
اذاً هي الرسالة الاعلامية الهادفة التي تبنتها جريدة الجزيرة خلال الغزو الامريكي البريطاني على العراق - وهو على المنطقة فيما يبدو - هذه الرسالة النابعة من قيم ثابتة ومبادئ غير قابلة للمساومة جعلت الجزيرة تحظى بهذا التفوق، ولعل ما اسعدني كثيراًً في هذا الترشيح الوعي الذي تدل عليه نتائجه.. فقارئ اليوم اكثر وعياً من بعض وسائل الإعلام او القائمين عليها.
عبدالرحمن بن علي العلولا
|