منذ الاستعداد للتوجه لإمارة الرياض، لزيارة صاحب الجائزة، وراعيها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وأنا أرى السعادة تغمر جميع المتسابقين، وأعضاء اللجان التنظيمية بجميع فئاتهم، لأنهم سيتشرفون بالسلام على سموه، ومقابلته، ولكن حينما وصلنا للإمارة وجدت أن السعادة والابتسامة لدى المضيف تزيد عن الضيوف، فقد كان سموه في سعادة غامرة، وبشاشة وافرة، وهو يصاحف ضيوفه فرداً فرداً، و«يهلي بهم»، وهذه البشاشة، وكرم الوفادة المعتادة من قبل الأمير سلمان أنموذج صادق للترابط الاجتماعي الكبير بين أفراد المجتمع، وصفة من صفاته، وهي مصادق لما يقوم به سموه من السخاء والرغبة في البذل والعطاء في مجالات الخير، ودعم أهله، ومساندتهم.
ولا غريب في الأمر، فالمكرمون أهل للتكريم والحفاوة، كيف لا وهم أهل القرآن وحفظة كتاب الله، والمكرم المضيف عهد عنه الصفات الحميدة، وتقديره لمن هم أهل للتقدير، ولذا فقد كانت الفرحة مضاعفة، وزاد على هذا الكلمات الطيبة التي كانت حديثاً من القلب للقلب، حديثاً صادقاً لا تكلف فيه.
فلسموه أسمى آيات العرفان والتقدير على رعايته لهذه المسابقة أولاً، وآيات الشكر والامتنان على ما حظي به المتسابقون، وجميع أعضاء لجان الجائزة من سموه من كرم الضيافة، وحسن الرعاية، التي تنم عن المعدن الأصيل، ومكارم الأخلاق، وطيب السجايا.
لقد كان اجتماعاً رائعاً تحدث فيه سموه بحديث ماتع تميز بالهدوء والصدق، شدد فيها على أن هذه البلاد هي دولة القرآن وعليه قامت، وأكد على نعمة يجب أن نرعاها ونجتمع عليها لما في الاجتماع من الخير للجميع، وقد خص سموه الكريم أبناءه المتسابقين بنصائح وتوجيهات أبوية اتسمت بلين الجانب وقربها من النفس، كلمات يسيرة خرجت من القلب إلى القلب كان لها وقعها في نفوس هؤلاء الشباب وأثرها في وجوههم بشراً وتهللاً وألسنتهم شكراً ودعاءً.
وإنني على ثقة أن هؤلاء الشباب من حفظة كتاب الله، وهم مستقبل الأمة الواعد، وقد غمرهم سموه بالحفاوة والتكريم، وحسن الاستقبال، ستظل ذكراها في قلوبهم، مفعمة بالمحبة والتقدير لسموه، فلك صادق الدعاء وعظيم الثناء يا أبا فهد، والله أسأل أن يديم عليكم نعمة الصحة والعافية، وأن يحفظ بلادنا، وولاة أمرنا.
|