الخلاف الفلسطيني والتدخل الخارجي

اظهرت الخلافات الفلسطينية حول تشكيل حكومة ابو مازن المدى البعيد الذي يمكن ان تذهب اليه التدخلات الأجنبية في الشأن الفلسطيني، ما يعني أن الفلسطينيين ينبغي عليهم أن يسارعوا إلى تسوية خلافاتهم بالحسم المطلوب الذي يمنع التدخل فيما يخصهم..
وبينما تقول الولايات المتحدة انه لا بد من رئيس وزراء فلسطيني قبل طرح خارطة الطريق ويتولى رئيس الوزراء تنفيذ ما تقول واشنطن انه اصلاحات ديمقراطية فإن التدخل الأمريكي الصريح في عملية التشكيل الوزاري يمثل ضغطاً على اطراف ومناصرة لأخرى..
وتبقى في كل الأحوال مصلحة الشعب الفلسطيني رهناً بالفلسطينيين أنفسهم بعيداً عن أي تدخل إلا من ذلك النوع الذي يدعم تسوية عادلة وشاملة..
إن اصرار اطراف دولية على تهميش الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يعتبر عنصراً أساسياً في المشكلة القائمة الآن والتي تعيق تشكيل الحكومة الجديدة.. ومن المهم دائماً احترام خيارات الشعب الفلسطيني خصوصاً من قبل الاطراف التي تتبنى الديمقراطية وتدافع عنها بحيث لا تتركز الضغوط على تلك الخيارات..
الالتزام الديمقراطي يفرض على الاطراف الخارجية ان تضغط بذات القدر على اسرائيل لكي ترضخ لأسس السلام العادل والشامل.. فمثل هذا الضغط يقنع الفلسطينيين بعدالة التحركات الخارجية وبجدواها من أجل تحقيق السلام..
ويستطيع الفلسطينيون درء التدخلات إذا تجاوزوا خلافاتهم لصالح وحدة الصف واقناع الآخرين بخصوصية الشأن الداخلي الذي لا يحتمل تطاول الآخرين عليه وأن هناك خطوطاً حمراء تبرز حدود الخاص من العام..
ان الانحياز للقوى الخارجية من قبل هذا الطرف الفلسطيني أو ذاك يعني الارتهان إليه على المدى الطويل بالطريقة التي تفرز خللاً دائماً يصعب اصلاحه.. ولهذا فإنه لا ينبغي الاستجابة لمغريات المساندة التي تأتي من الخارج وان كانت تحقق مكاسب حزبية ضيقة على المدى القصير لأن العبرة دائماً بما ينفع القضية الفلسطينية بشكل عام وعلى المدى الطويل.