* القاهرة - مكتب الجزيرة - طه محمد:
حصلت دار الكتب والوثائق المصرية على نماذج مختارة من الأرشيف العثماني بعد توقيع بروتوكول تبادل وثائقي بين الدار المصرية ودار الوثائق السيادية التركية.
ويصل عدد الوثائق نحو 300 وثيقة وهي عبارة عن مجموعة من الأوامر الصادرة من مصر، مكتوبة باللغة التركية القديمة بخط «القرمرة»، وقال د.صابر عرب مدير دار الوثائق القومية ان الوثائق تغطي 400 سنة هي كل الفترة التي ربطت مصر بالدولة العثمانية، وتمكن باحث في التاريخ المصري العثماني من التعرف على طبيعة العلاقات التي كانت تربط بين الدولة العثمانية وولايتها العظمى مصر.
وأشار د.عرب إلى ان كل الوثائق والأوامر السلطانية إلى الوالي حاكم مصر كانت تشير في وصفها لمصر بذلك حيث كانت مصر تحتل موقعا متميزا جدا في قلب الدولة العثمانية وكان لجيشها دور كبير في التوسعات والحروب التي خاضها السلطان العثماني في اليونان والشام والحجاز وأوروبا، كما تشير بعض الوثائق إلى المشروعات التي كان السلطان العثماني يأمر باقامتها في مصر مثل محاولته المبكرة لشق قناة السويس، كان هذا في عهد السلطان سليم الأول عام 975 هـ 1568 ميلادية وهذا يعني ان السلطان أصدرها بعد احتلال مصر بخمسين عاما، وكان هدفه من شق تلك القناة التي تربط بحر السويس بالبحر المتوسط عن طريق ممر مائي ضرب الاسطول البرتغالي ومنعه من تهديد خطوط التجارة الإسلامية مع شرق آسيا وجنوبها.
وذكر د. عرب انه تقرر فور وصول الوثائق ترجمتها إلى العربية عن طريق مجموعة من مترجمي الدار تمهيدا لنشرها واتاحتها للباحثين في الشؤون المصرية العثمانية، هذا بالاضافة إلى ترجمة فهرس يضم مجلدين اهدتهما الدار العثمانية لمصر يحتويان قائمة بالوثائق تمثل 50 في المائة من الوثائق المصرية العثمانية التي تم فهرستها من خلال دار الوثائق التركية حتى الآن، وقد تم تحميل هذين الفهرسين على شبكة الانترنت حتى يستطيع الباحث الاطلاع عليهما بسهولة ويسر.وقد بدأت دار الكتب المصرية خطتها لتنفيذ مشروع طموح لحماية المخطوطات النادرة والدوريات بالدار واعداد خطة لفهرستها وتوثيقها وتأمينها وفق أحدث التقنيات حفاظا عليها من العوامل الجوية والسرقة بعد أن تعرضت احدى المخطوطات النادرة للسرقة منذ عدة شهور وهي للامام الشافعي. وتضمنت الخطة منع خروج أي مخطوط من مخازن الدار إلى أي جهة مهما كانت الاسباب، وصرح فاروق حسني وزير الثقافة المصري بأنه تم تشكيل لجنة موسعة لإعادة جرد كل المقتنيات في دار الكتب من مخطوطات ووثائق على الطبيعة بدقة وحصرها بطريقة علمية سليمة واستكمال تأمين الطرقات والقاعات والمخازن التي لم يتم تأمينها حتى الآن و حمايتها ومراقبتها وتحديث نظام تسجيل المخطوطات إلى التسجيل الرقمي وتشفيرها وتأمين 110 آلاف مخطوطة بواسطة الشرائط الممغنطة فضلا عن تركيب أبواب الكترونية لمخازن المخطوطات والوثائق وقال انه يجري حاليا تطوير معمل الترميم بدار الوثائق تطويرا معماريا شاملا ويجري اتخاذ إجراءات البت في تجهيز الدار آليا .
|