هذه ثُلَّة من المفاتيح..
كلُّ مفتاح لباب، أو صندوق..
والأبواب تُفضي إلى مواقع، إما منبسطة، أو محددة، مرتفعة أو منخفضة، مضيئة أومظلمة.. بعضها يقود إلى سراديب طويلة متعرجة، وبعضها إلى دروب قصيرة سالكة..
والصناديق تُفضي إلى ما فيها، وكل ما فيها للإنسان..
الأبواب قد لا تقود إلى الإنسان؟
أما الصناديق فمن الذي يودع ما فيها؟
صندوق واحد لا يستطيع الإنسان أن يودع ما فيه أو ينتزعه، وباب واحد ليس بيد الإنسان مفتاحه:
الإنسان لا يملك صندوق قلبه وعقله..
كما إنه لا يملك بابهما.. ذلك لأن القلب والعقل يشتركان في باب واحد، وهما صندوق واحد..
هناك من يفصلهما.. لكنهما عندي غير منفصلين..
الصغيرة كانت تعبث بالمفاتيح..
وكانت تعالج بها كل باب أمامها..
لم تستطع فتح سوى باب واحد..
عندما دلفت.. عادت فأغلقته.. كانت تردد: ليس لي أن أفعل، ثمة ما عليَّ أن أفعله..
تقدمت من الجالسين.. سألت عمن تؤول هذه الثلة من المفاتيح؟.. كانت للمرأة التي تقبع خلف الباب الكبير، تحرس الطرقات.. وهي وحدها من تخول لها المفاتيح أن تفتح بها كافة الأبواب..
التفتت الصغيرة لأمها تسألها: لماذا وحدها تفتح الأبواب؟
كان ثمة جواب في صدر أمها لا تملك الصغيرة ولا غيرها من مفتاح للدخول إليه.
|