«فشلك الناجم عن انتفاء المحاولة يختلف عن فشلك وأنت في خضم المحاولة:
failing to act is different from failing while acting»
بغض النظر عن مدى دقة الترجمة الذاتية فالقول السابق يبدو - على الأقل بلغته الأصلية - بليغ في الدلالات والمضامين. ومن ضمن أسباب ذلك ما يتمثل في مفارقة أن الفشل الأول يستحق عن جدارة صفة «الذريع» من حيث ان بطله لم يأخذ ابتداء بأدنى أسباب تحقيق النجاح وأولها: المحاولة، وذلك على النقيض من الفشل الثاني الذي ليس هو في الواقع فشلا..، وكيف يكون كذلك وصاحبه قد أتى منه بجهد المحاولة ما استطاع اتيانه وأعطاه من جهده ما لم يستبق بعده من الجهد شيئا، فقد بذل بالمحاولة غاية جهده وعمل ما في وسعه عمله، الأمر الذي أعفاه بالتحليل الأخير من عبء تبعات عدم تحقيق النجاح.
بالتأكيد إن عدم تحقق النجاح - مع المحاولة - لا يمثل نجاحا غير أنه بكل تأكيد أيضاً ليس بفشل البتة، لاسيما في ضوء الحقيقة الماثلة في أنه حين تتقاطع قدرات الإنسان مع أقداره يصبح الأمر مناطاً بمشيئة خالق الإنسان ومقدر أقداره، عليه فالفرد في الفشل الأول قد أهمل.. وفي الثاني قد حاول.. وشتان بين الإهمال والمحاولة، والعامة تقول: «ما أخس من تجربة!».. تشجيعاً على تكرار المحاولة وتحذيراً من الركون إلى اليأس أو الكسل.
إنك حين تروم النجاح محاولاً فتفشل تستحق على الأقل مكافأة سعيك وراء النجاح وبهذا أيضاً يسقط عنك وزر عدم تحقيقك للمأمول منك تحقيقه تماما على غرار مضامين القول الغربي المشهور الذي يقول نصه: «علي أن أسعى وليس علي إدراك النجاح».. فأضعف الإيمان في ميدان الأخذ بأسباب النجاح هو وسيلة «المحاولة»، إذن حاول مجابهة فشلك بتكرارك محاولات الإجهاز على النجاح..اهدم بمعول تكرار المحاولة عناد الفشل ولو تكرر.. حاول حتى يخون فشلك حوله وتغدر به قوته.. فيموت صبرا من الصبر عليه..!
|