* تصوير - سعيد الغامدي
* الرياض - حمود الوادي:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الرئيس العام للرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة وبحضور معالي محافظ التأمينات الاجتماعية سليمان بن سعد الحميد يوم أمس الأربعاء فعاليات الندوة العلمية «آخر المستجدات في التخلص من النفايات الطبية» والتي ينظمها مستشفى التأمينات الاجتماعية بالرياض بالتعاون مع الشركة السعودية البيئية «اسيبكو» بدأت فعاليات هذه الندوة بكلمة ترحيبية لمدير عام المستشفى عبدالعزيز بن خالد الخليفة والذي أوضح من خلالها ان ما تقوم به الرئاسة العامة من جهد كبير ذي مرجعية علمية فإنه بلاشك وضع المملكة العربية السعودية في مكانة ذات دور رائد في المنطقة، وفي مصاف الدول المتقدمة والمهتمة بهذه المسألة. وأضاف: ويسعدني انتهاز هذه الفرصة لأحيي جهود صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز لما يبذله من جهد ومتابعة دؤوبة لأعمال الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة والذي سيكون صمام أمان بإذن الله في الحاضر وللأجيال القادمة واضافة الى هذا الدور الرئيسي للرئاسة العامة فإن وزارة الصحة تضطلع بدور كبير ومباشر في التخلص من النفايات الطبية الخطرة في مجال المستشفيات من خلال إدارة الصحة الوقائية، والتي أعدت الدليل الارشادي للتعامل مع النفايات الخطرة.
بعد ذلك القى الدكتور خالد بن محمد عبدالغني العضو المنتدب للشركة السعودية الخليجية لحماية البيئة كلمة الشركة بين فيها أهمية مناقشة مثل هذا الموضوع الذي يعد من أهم الموضوعات المتعلقة بالبيئة، مؤكداً ان التقدم المتسارع في المجال الطبي الذي نعيشه قد واكبه العديد من المشاكل البيئية التي قد تهدد صحة الانسان بشكل مباشر أو غير مباشر فعملية التخلص غير الآمن لمخرجات المنشآت الصحية من المخلفات تنذر بحوادث تهدد صحة الانسان مما أدى الى زيادة الاهتمام للحد من تلك الأخطار.
وأضاف بقوله: لاشك أن الاهتمام بالمخلفات الطبية جاء كواقع عملي لما صدر من توجيهات من حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، فقد أولت اللجنة الوزارية للبيئة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رجل البيئة الأول في المملكة اهتماما كبيرا بهذه القضية، وأكدت في العديد من قراراتها على ضرورة التخلص الآمن صحياً وبيئياً من المخلفات الطبية حفاظاً على البيئة والصحة باعتبارها أساسا للتنمية المستدامة للدول.
بعد ذلك جاءت كلمة راعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة قال فيها:
إن الله سبحانه وتعالى قد أكرم الانسان وفضله على غيره من المخلوقات. ومن نعم الله على الانسان ان جعله قادراً على التفكير والتحليل والبحث والدراسة وتجنب ما يمكن ان يؤثر على سلامته ووجوده واستمراريته في هذا الكون الكبير.
وقد عاش العالم في القرن الماضي نهضة علمية صناعية كبيرة لم يشهدها عبر تاريخه الطويل، كما أن أعداد البشر تضاعفت بشكل لم يعرفه العالم من قبل، وكان لهذا التطور والتغير السريع ضريبة لم يكن الكثيرون من الذين ساهموا في هذه الانطلاقة العلمية يعرفون حجمها. ولكن ومع المزيد من الدراسة من قبل الحريصين على مستقبل هذا العالم ازداد الاهتمام بالبيئة على كافة المستويات من أجل حياة أفضل للانسان.
ومن خلال هذا الاهتمام تسعى كل الدول الى بذل المساعي على كل المستويات الى الحد أو التقليل من كل ما من شأنه ان يكون سببا مباشراً أو غير مباشر في تلوث البيئة.
وليس ثمة جدل في ان النفايات الطبية تحتل موقعا هاما بين الملوثات البيئية التي تشكل خطرا إذا أسيء التعامل معها أو تمت ادارتها وتداولها بطريقة غير سليمة لا تراعى سلامة البيئة، وبالتالي سلامة الانسان.
وعلى الرغم من القناعة التامة لدى المختصين والمهتمين بشؤون البيئة والصحة العامة بمدى الخطر الكامن وراء انتاج النفايات الطبية المفرط، وعلى الرغم من قناعة المسؤولين بكل دول العالم بما يمكن ان تحدثه النفايات الطبية من ضرر إذا ما أهملنا التعامل معها، أو أسيء تداولها وادارتها، إلا أنها تظل ضرورة يفرضها واقع التعامل مع مكافحة الأمراض والعلاج، وتحسين مستوى الصحة العامة. يجب ان يكون الاهتمام والتركيز على جانب التخلص المأمون والادارة السليمة لهذه النفايات لتقليل خطرها الى أقل درجة ممكنة.
لذا يجب ان يوضع في الاعتبار وبكل جدية ضرورة ايجاد أسلوب مأمون للتخلص من النفايات الطبية، لأنها تشكل مشكلة كبيرة يصعب حلها، ويتحول تراكم تلك النفايات مع الزمن الى مصدر خطر يتعاظم في الدول النامية التي تفتقر الى بنية متكاملة من اجراءات الضبط والتحكم في تداول النفايات الطبية وتفتقر الى الوعي والارشاد والمعلومات المناسبة اللازمة للتخلص السليم والمأمون من هذه النفايات.
وقد كان لاهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بسياسة الصحة العامة والمحافظة على البيئة في وقت واحد، أثره الكبير في نشر الوعي بهذه القضية الهامة ومنها هذه الندوة التي نحضرها اليوم.
كما ان الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة وهي الجهة المناط بها مسؤولية حماية البيئة في المملكة من كل ما يمكن ان يؤثر على حياة الانسان أو الحيوان أو النبات أو الموارد الطبيعية للبلاد، تقوم بدور هام وحيوي في متابعة ومراقبة أراضي وأجواء وبحار المملكة بشكل دقيق في كافة النواحي. وفي مجال التخلص من النفايات الطبية تقوم الرئاسة بالتنسيق الدائم مع وزارة الصحة والقطاعات الصحية الأخرى من خلال الاتصال المباشر في اللجان الوطنية أو المشاركات الاقليمية والدولية، أو من خلال عرض المواضيع الخاصة بالنفايات الطبية على أعمال اللجنة الوزارية للبيئة وعلى سبيل المثال الموافقة على البرنامج الوطني للتخلص من نفايات الرعاية الصحية.
ومن خلال هذا الاهتمام بهذا الأمر قامت الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة، بوضع التشريعات والمقاييس للمنشآت المنتجة للنفايات الطبية، من خلال النظام العام للبيئة الذي صدر مؤخراً، واعداد لوائحه التنفيذية واصدار قواعد واجراءات التحكم في النفايات الخطرة. وتتضمن هذه الاجراءات التنظيمات الخاصة بالمنتج والمخزن والناقل والمعالج والمتخلص، وتأهيل القطاع الخاص لادارة النفايات الطبية وتأهيل التقنيات المناسبة للمعالجة والتخلص من النفايات الطبية. وفي حالة تطبيق هذه الاجراءات فإن عملية التحكم في نقل النفايات الخطرة والتخلص منها تعتبر منظمة ويتبقى دور الجهات الحكومية في مراقبة التزام المنشآت التابعة لها مثل المستشفيات والمستوصفات ومراكز الرعاية الصحية والمختبرات الطبية والتي تعتبر من أهم المصادر المنتجة للنفايات الطبية.
ثم تم افتتاح المعرض المصاحب لهذه الندوة، بعد ذلك بدأت أولى جلسات هذه الندوة والتي رأسها الدكتور محمد الزهراني مدير الطب الوقائي بوزارة الصحة وقد اشتملت هذه الجلسة على ثلاث محاضرات.
المحاضرة الأولى عن دور شركات التخلص من النفايات الطبية، والمحاضرة الثانية كانت بعنوان «النفايات الصلبة وهل هي مشكلة» واختتمت الجلسة الأولى بمحاضرة عن «التخطيط واعداد الطرق المناسبة للتخلص من النفايات الطبية». وستختتم هذه الندوة فعالياتها هذا اليوم الخميس بثلاث محاضرات أخرى.
|