* جدة - خالد الفاضلي:
كشفت دهاليز غرفة تجارة وصناعة جدة يوم الاثنين الماضي عن توافق رؤية القطاعين الحكومي والخاص حول أهمية بعث مناهج تعليمية جديدة وإنشاء كليات متخصصة من أجل الحد من سيطرة البطالة على 88 ألف أصم ينتشرون في السعودية ويواجهون معوقات متتالية بسبب عزوف القطاع الخاص عن توظيفهم نتيجة قناعات شائعة أو عدم قدرة القطاع التعليمي الحكومي على اعادة صياغة معاهد الصم بنهج جديد يتوافق مع متطلبات سوق العمل السعودي.
وتحتفل جدة هذه الأيام بالأسبوع الثامن والعشرين لرعاية الصم تحت عنوان «توفير فرص عمل لائقة من خلال ايجاد مشاريع صغيرة في العمل المحلي» بينما أعلن المشروع الوطني للتوظيف والتأهيل بمنطقة مكة المكرمة عن تدريب «242» من ذوي الاحتياجات الخاصة وتقديم «826» منحة تدريبية مجانية لأيتام وفقراء وأرامل ومطلقات وصم وبكم ومعاقين في 16 مركزاً، خلال الصيف المنصرم، اضافة إلى تجهيزات وأدوات مجانية بلغت اجمالي قيمتها «600 ،182 ،2» ريال.
وأرجع مشعل العنزي «مسؤول وحدة التوظيف في مشروع التدريب والتأهيل الوطني بإمارة منطقة مكة» زخم العناية الجديدة بذوي الاحتياجات الخاصة في منطقة مكة المكرمة إلى احدى ليالي الصيف الماضي عندما استضاف الأمير عبدالمجيد مجموعة منهم في قصره في جدة، أشار إلى وجود بيانات بالمحتاجين للدورات وفرص العمل المتوفرة لهم، اضافة إلى إعداد حملات إعلانية عبر وسائل الإعلام المختلفة للتعريف بالبرنامج والترويج له.
وأوضح العنزي أثناء حديثه في غرفة تجارة وصناعة جدة أمام ندوة مخصصة لمناقشة «الأصم بين التأهيل والتوظيف بمناسبة أسبوع الأصم الثامن والعشرين» أن توزيع المرشحين على الدورات يأتي حسب التوصيات والاحتياجات، وتجاوب رجال الأعمال والمؤسسات الخيرية للتعاون مع البرنامج، كما أوضح أن ايجاد فرص وظيفية لمخرجات البرنامج يأتي عبر زيارات ميدانية وتنسيق مع مكاتب العمل ولجان تنفيذ قرارات السعودة بالمنطقة، وكذلك مخاطبة صندوق تنمية الموارد البشرية والتنسيق معه في تبني تدريب وتوظيف هذه الفئات، والتأكد من تحقيق البرامج التأهيلية والتدريبية لأهدافها.
كما أوضح العنزي استمرار وحدة التوظيف في اقتراح مشاريع صغيرة ومحاولة تمويلها، ومخاطبة الجامعات بالمنطقة لتقديم الدراسات والأبحاث التي تدعم وتفعل فرص العمل الاجتماعي، كذلك مخاطبة محلات الحاسب الآلي بالمنطقة لدعم فئات الاحتياجات الخاصة بأجهزة حاسب آلي، وحث مراكز ومعاهد التدريب بالمنطقة لزيادة عدد وحجم المنح السنوية، وأن تكون تأهيلية، حث المراكز والمعاهد التي لم تقدم منحاً تدريبية بالتعاون الجاد.
من ناحيته، تحدث ابراهيم باداود، «مشرف على صندوق خاص بتوظيف المعاقين يتبع مجموعة عبداللطيف جميل المحدودة» حاملاً رؤية رجال المال ومشيراً إلى متطلبات القطاع الخاص في كيفية تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، وحدد أهدافا مطلوبا توافرها أثناء التخطيط أو التنفيذ قال عنها إنها ضرورية ويجب توافرها وهي:
1- يكون للمعاق تأثير ايجابي في مجتمعه.
2- وجوب منح المعاق حقوقه الملائمة في العمل.
3- أن يحقق العمل الأهداف الشخصية للمعاق العامل.
4- أن تتم الاستفادة من جميع الطاقات والقدرات الموجودة لديه.
5- أن يكون خروجه للعمل بمثابة تعريف بحالته وما يبذل من جهد لعلاجها.
6- وجوب ارتفاع ثقته بنفسه.
وشدد باداود على عدم اغفال الطاقات المتواجدة عند «من بهم صمم»، موضحاً أنه من تجربة قريبة يؤكد امتلاك «الصم» لمرونة وقوة في الحركة الجسدية وإدراك الأمور من خلال النظر، وأيضاً سهولة الاتصال به من خلال لغة الاشارة، وكذلك الذكاء وسرعة البديهة مع قوة باقي الحواس، كما نوه إبراهيم بأصحاب المال والتجارة إلى أهمية توافر خصائص محددة في المنشآت الراغبة في تشغيل فئة «الصم» والقبول بمبدأ المجازفة لتجريب أفكار جديدة، والثقة بقدرة العاملين، واعطائهم الفرصة، والدعم والتشجيع، والاحساس والتقدير لحاجات العاملين الخاصة وآمالهم، واللباقة، والصبر، والقدرة على التحفيز، تهيئة ظروف العمل بما يتلاءم مع قدرات العاملين، الايمان بأهمية الحوافز المادية، المعنوية للعمل الجيد، القدرة على بناء الشخصية لدى العاملين.
وأشار باداود إلى وجود معوقات تؤدي إلى تباطؤ وربما تعطيل طموحات القطاعين الحكومي والخاص الهادفة لتشغيل المعاقين بشكل عام والصم تحديداً وصنفها إلى معوقات نفسية تنحصر في عدم ثقة بالنفس، الخوف من التواجد في أماكن عامة، الرهاب من احتمال ارتكاب خطأ، الاحساس بالعجز، كذلك عدم وجود جرأة كافية للتصريح برأي قد يكون مخالفا، بالاضافة إلى معوقات ذهنية تشمل انتظار مساعدة الاخرين دائماً، سيطرة التفكير التقليدي النمطي وكذلك النظرة الجزئية غير الشمولية، كما طالب بضرورة تعديل مناهج معاهد الصم بشكل يتيح لها التوافق مع متطلبات سوق العمل السعودية، كذلك انشاء كلية متخصصة، وتحفيز دور الغرف التجارية لتشجيع رجال الأعمال وتعريفهم بمهارات الصم، أيضاً ادراج الصم ضمن فعاليات أيام المهنة.
من ناحية ثانية، أوضح باداود وجود معوقات موازية تنبع من بيئات الأسرة والمجتمع وتؤدي أيضاً إلى تقليل أعداد الصم العاملين في القطاع الخاص منها خوف الأسرة من خروجه للعمل وعدم مساعدته، السخرية من المقربين له حول استطاعته القيام بعمل، غياب التشجيع الأسري، مرفقاً لها عدم وجود تربية مدرسية مشجعة للعمل.
وكذلك عدم اتاحة الفرصة في كل من المنزل أو المدرسة للإفادة من طموحاته وآماله.
كما أشار باداود إلى أن بيئة القطاع الخاص أيضاً تتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية اغلاق الطريق أمام «الصم» نتيجة عدم توفر المعلومات الكافية عن الأصم، عدم الثقة في قدراته، عدم توفير المقومات المناسبة للعمل، ضعف الحوافز المادية، تعريضه للنقد والتجريح والسخرية.
|