* تغطية: م/ خالد السليمان:
نظم المركز الرئيسي للجمعية السعودية لعلوم العمران أمس محاضرة بعنوان (العمارة في عصر الانترنت) القاها الدكتور نوبي محمد حسن عضو هيئة التدريس بكلية العمارة والتخطيط بجامعة الملك سعود بقاعة محاضرات الجمعية ساحة الكندي بالمبنى المقابل لمحراب الجامع الكبير بحي السفارات.
وتحدث الدكتور نوبي عن الحاسب الآلي والانترنت وثورة الوسائط كمؤثرات على العمارة في عصر الانترنت واستعرض في محاضراته الشخص العادي والشخص المعلوماتي من حيث الفرق بينهما.. وتطرق للحياة في المسكن للشخص العادي والمعلوماتي من حيث فتح باب المسكن وإضاءة المسكن وتكييف المسكن وقفل النوافذ فيما لو حدثت عاصفة والشخص خارج المنزل وتأمين المسكن وفي حالة السفر بعيدا عن المسكن وتحدث عن التقنيات الحديثة في المسكن من حيث فتح الباب الكترونيا او عن طريق البصمة وإضاءة المسكن من خلال تشغيل الإضاءة قبل الوصول للمسكن وإمكانية تشغيل التكييف قبل الوصول الى المسكن بساعة مثلاً.
وأضاف أن هناك إمكانية ارسال رسالة من الجوال او الكمبيوتر لقفل النافذة سواء كان الساكن داخل المسكن او خارجه وعن قفل او فتح الابواب والنوافذ من خلال التحكم في هذه المنظومة من بعد وتقديم هذا النظام الذكي إرسال رسالة تحذير وإمكانية ارسال رسالة للاتصال بقسم الشرطة في حالة السرقة.
وتطرق الدكتور نوبي في محاضرته عن مسكن ستيف الذكي ومسكن بيل جيتس الرقمي والمسكن الرقمي في واتفورد بلندن والمسكن الرقمي في استكهولم وعن التسوق وشراء الاطعمة والملابس بالحاسب.
وعن التغيرات المتوقعة في العمارة أضاف الدكتور نوبي بأن هناك تغيرات في المكون الوظيفي والمكون التشكيلي والمكون الإنشائي وبذلك تنتج رؤية مستقبلية مبنية على منهج الاستشراف وتحدث عن العمارة المعلوماتية بأنها نمط العمارة في القرن الحادي والعشرين وناقشها من عدة نواحٍ منها الاقتصادية والاجتماعية ومن حيث كبار السن والاطفال والمعوقين والنساء وكذلك ثقافة وسلوك المستخدم وتلوث البيئة وكيفية التعامل مع المساكن القائمة اضافة لقضية التغيير وقال إن هناك تطوراً كبيراً في الثورة الرقمية وانه سيتعاظم بشكل كبير في المستقبل وسيُعرف بالثورة المعلوماتية وان الانشطة الحياتية الرقمية والتي تتم قد تمثل اليوم نوعا من الرفاهية إلا أنها في المستقبل ستكون ضرورة حتمية وكذلك اكد الدكتور نوبي على انه مطلوب توجيه البحث العلمي نحو دراسات اكثر تفصيلا حول مكونات العمارة المعلوماتية وكذلك التصرف مع المباني القائمة.
وختم الدكتور نوبي محاضرته قائلا: صحيح ان هناك أشياء مازال بيننا وبين تحقيقها بون شاسع مثل الأبواب الحساسة للأصوات بينما نحن بالفعل أقرب ما نكون من تحقيق أشياء أخرى وانه يمكن القول بشكل عام إن التطور نحو العمارة المعلوماتية (الذكية والرقمية) يسير بخطى أسرع مما يعتقد غالبية الناس وان المباني التي سيستخدمها أولادنا ستكون مختلفة عن المباني التي نستخدمها اليوم وسوف يجثو أطفالنا على ركبهم، طالبين منا أن نحكي لهم عما مضى قبل اختراع الأجهزة الذكية والعمارة الرقمية وانهم سوف يضحكون ملء أشداقهم عندسماعهم حكايات عن إدارة مفتاح الكهرباء وإغلاق النوافذ عند هطول الأمطار أو الذهاب الى مكان العمل أو الدراسة في رحلة تستغرق ساعات أو ربما سنين. ولن يصدقوا أبدا أن المباني لم تكن تسمع اصواتنا وترد عليها، وإذا كان الآباء يجدون الآن ان أمور السباكة الداخلية وأعمال الكهرباء أو الذهاب للعمل يوميا الساعة الثامنة صباحا والعودة الساعة الثالثة عصرا أمور مسلّم بها، فإن أطفالنا لن ينشغلوا بمثل هذه الأمور، ولكن ما سيشغلهم أمور أخرى، مثل (استدعاء البيوت هاتفيا) أو تهيئة جو الغرفة بما يتلاءم مع مزاج اللحظة في وقت من الأوقات، أو أن استدعاء موقع العمل على الإنترنت يأخذ بضع دقائق أو ثوانٍ.. باختصار فكل شيء من أمر ذلك العالم القديم الطريف سيكون مصدرا لدهشتهم، بقدر دهشتنا لدى سماع ما كان يرويه لنا أجدادنا عن زمانهم الأكثر بدائية وبساطة.
|