* اربيل رويترز:
قال مسؤولون أكراد وامريكيون أمس الأربعاء ان لجنة جديدة ستتشكل لحل الخلافات بين العراقيين العرب وآلاف العراقيين الأكراد الذين شردوا وتركوا ديارهم تحت حكم صدام حسين.
وأبلغ زعماء أكراد الجنرال الامريكي المتقاعد جاي جارنر الذي يرأس الإدارة المدنية الامريكية في العراق والذي يزور المنطقة الكردية في الشمال انهم لا يعتزمون القيام بأعمال انتقامية من العراقيين العرب بعد سقوط نظام صدام.
وأجرى جارنر محادثات أمس الأول مع جلال طالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني ومع مسعود البرزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني قبل توجهه إلى اربيل.
ويسيطر الفصيلان الكرديان على شمال العراق منذ ان وفرت لهما القوات الامريكية حماية جوية من قوات صدام في أعقاب حرب الخليج عام 1991 التي طردت خلالها قوات تحالف بقيادة الولايات المتحدة القوات العراقية التي غزت الكويت عام 1990 .
وقالت أسر بعض العراقيين العرب في شمال البلاد انهم طردوا من ديارهم وان مسلحين أكراداً زعموا ملكيتها ويسعون للانتقام مما تعرضوا له خلال حكم صدام.
وقال طالباني في مطار بمدينة السليمانية «ستشكل لجنة في وقت لاحق تمثل كل الأطراف تحت اشراف الولايات المتحدة لترتب عودة الناس إلى بيوتهم بطريقة منظمة لا بشكل فوضوي».
وصرح بأن هذا الترتيب اتفق عليه مع مبعوث الرئاسة الامريكية زلماي خليل زاد في العاصمة التركية انقرة قبل شهر.
وقال طالباني «التزمنا بذلك، وأمس أعدنا الالتزام وكررناه».
ويطالب عدد كبير من الأكراد بالعودة إلى بلدات ومدن في الشمال أخرجوا منها بالقوة في إطار «برنامج لتعريب المنطقة» تحت قيادة صدام.
وقد طار جارنر صباح أمس بطائرة هليكوبتر من السليمانية التي يسيطر عليها الاتحاد الوطني الكردستاني الواقعة على بعد 330 كيلومتراً شمال شرقي العاصمة العراقية إلى اربيل التي يسيطر عليها الحزب الوطني الكردستاني وكان في استقباله البرزاني وكبار المسؤولين في حزبه ومجموعة من الأطفال في ثياب تقليدية.
قال البرزاني لجارنر من خلال مترجم «أعتقد ان بوسعنا ان نجعل العراق كله مثل كردستان».
ورد جارنر قائلاً «سنفعل ذلك معا».
وصرح مسؤول امريكي مرافق لجارنر بان لجنة حل الخلافات العرقية ستكون مماثلة للآلية التي استخدمت لحل مشاكل التطهير العرقي في البوسنة.
وقال ان اللجنة سيديرها عراقيون ربما إلى جوار جهاز مستقل يحول دون تحولها إلى أداة سياسية.
وأضاف قوله «ما طالبنا به وحاولنا الحصول على التزام بشأنه وما قاله طالباني هو مطالبة الناس باللجوء إلى القانون لا العودة واخذ ممتلكاتهم بالقوة».
وصرح بان المنطقة شهدت في الأيام الأولى من سقوط صدام عدداً من عمليات الانتقام ضد العراقيين العرب لكن الأمور هدأت بعد ان بدأت القوات الامريكية تنظم دوريات على مدار الساعة.
وأشار إلى بادرة ايجابية هي عدم عودة عشرات الآلاف من الأكراد الذين يعيشون في مخيمات قرب كروك إلى المدينة ليطالبوا بممتلكاتهم هناك.
وقال «لم يفعلوا، ويمكن ان يكون لنا بعض الفضل لأن رسالتنا كانت واضحة وهي اننا نحترم شكاواهم وان التعامل معها سيكون من خلال عملية قانونية. ستكون عملية طويلة فهذه القضية لن تحل بين عشية وضحاها، الأمر في البوسنة استغرق سنوات».
|