* واشنطن الوكالات:
شنت الولايات المتحدة هجوما صريحا على فرنسا بسبب معارضتها خطط الحرب الامريكية ضد العراق، وقال كولن باول وزير الخارجية الامريكي ان فرنسا ستعاني من عواقب سياستها تلك، بينما المح مسؤولون آخرون في واشنطن إلى ان فرنسا ستحرم من عقود اعادة اعمار العراق.
وقال وزير الخارجية الامريكي في حديث لبرنامج «تشارلي روز شو» التلفزيوني ان الولايات المتحدة مضطرة الى مراجعة علاقتها مع فرنسا في اعقاب تهديدها باستخدام حق النقض «الفيتو» ضد أي قرار في مجلس الامن التابع للامم المتحدة يخوِّل باستخدام القوة العسكرية ضد العراق.
وعلى الرغم من المعارضة التي ابدتها فرنسا وروسيا والمانيا ودول اخرى فان الولايات المتحدة غزت العراق واطاحت بالرئيس صدام حسين الذي اتهمته واشنطن بإخفاء اسلحة للدمار الشامل.ووفقا لنص للمقابلة التلفزيونية قدمته وزارة الخارجية الامريكية قال باول «انتهى الامر وعلينا ان ندرس... جميع جوانب علاقتنا مع فرنسا في ضوء هذا».
وسئل باول هل ستواجه فرنسا عواقب لمعارضتها الولايات المتحدة؟ فأجاب قائلا «نعم» لكنه لم يذكر تفاصيل.ولم يوضح باول ماهية هذه العواقب، مكتفيا بالقول ان معارضة فرنسا الشرسة للولايات المتحدة في مجلس الامن الدولي خلال الاسابيع التي سبقت الصراع لا يمكن ان تبقى من دون عواقب.
وأضاف «علينا ان ننظر الى كل جوانب علاقاتنا مع فرنسا على ضوء ذلك».
واعتبر باول ان تهديد فرنسا باستخدام الفيتو في مجلس الامن كان السبب وراء تخلي عدد من الدول عن تأييد مشروع قرار اميركي في منتصف اذار/ مارس كان من شأنه توفير ضوء اخضر صريح من الامم المتحدة للتحرك العسكري.
وأوضح «لم نتمكن من جمع الاصوات الضرورية وأظن ان ذلك عائد الى فيتو مؤكد من فرنسا وفيتو مرجح من روسيا» مشيرا الى ان واشنطن سحبت عندها مشروع القرار هذا.
وأضاف باول انه اضطر الى مواجهة قوية مع نظيره الفرنسي دومينيك دو فيلبان الذي قام في تلك الفترة خصوصا بجولة على ثلاث دول افريقية اعضاء في مجلس الامن هي غينيا والكاميرون وانغولا، لدفعها الى عدم الانجرار وراء واشنطن.
وقال وزير الخارجية الاميركي ان المفاوضات بشأن مشروع القرار هذا «كانت فترة صعبة جدا ونحن لا نعتبر ان فرنسا اضطلعت بدور مفيد وهذا ليس بسر».
وتابع يقول «في حين كان زميلي دومينيك دو فيلبان في افريقيا في محاولة لكسب اصوات هذه الدول الثلاث كنت شخصيا اجري اتصالات هاتفية قبل كل من هذه المحطات للتأكد من عدم حصوله على هذه الاصوات».
واوضح «كانت تجربة دبلوماسية مثيرة. لكن انتهى كل ذلك الآن وعلينا ان ننظر الى علاقاتنا».
وفي وقت سابق لمح ريتشارد باوتشر المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية الى ان الخلاف بشأن الحرب على العراق سيكون له آثار على روابط الولايات المتحدة مع دول اخرى لكنه لم يذكر دولا بعينها. وقال باوتشر للصحفيين «اوضحنا ان هناك فرصا للعمل مع حلفاء في اعمار العراق وتحقيق حياة افضل للشعب العراقي وهناك فرص للعمل مع حلفاء في مسائل اخرى لكننا اوضحنا ايضا ان الاحداث والخلافات التي حدثت مؤخرا سيكون لها اثر على آرائنا وعلاقاتنا».وتأتي هذه التصريحات في وقت يدرس فيه مسؤولون اميركيون اجراءات محددة ضد فرنسا ردا على موقفها من الحرب في العراق.
وعقد اجتماع لمسؤولين كبار في الرئاسة الاميركية ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع الاثنين بهذا الخصوص في البيت الابيض لكن لم يتخذ على ما يبدو أي قرار ثابت على ما افاد مسؤولون اميركيون طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.
وأوضح هؤلاء ان البنتاغون وعلى رأسه دونالد رامسفلد ومكتب نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني يؤيدان بشكل كبير اتخاذ اجراءات تعاقب باريس على موقفها.
ومن الاجراءات المطروحة في هذا الاطار، تميل واشنطن على ما يبدو الى السعي الى اضعاف نفوذ فرنسا في حلف شمال الاطلسي من خلال الدفع الى اتخاذ مزيد من القرارات عبر البنى العسكرية في الحلف التي لا تشارك فيها فرنسا.
وتفكر واشنطن وفق مصادر اميركية بعدم دعوة فرنسا الى منتديات ولقاءات تنظمها الولايات المتحدة مع دول اوروبية.
ويمكن للولايات المتحدة ان تستبعد فرنسا أيضا من عقود اعادة اعمار العراق التي تنوي واشنطن ابقاء السيطرة عليها على ما يفيد هؤلاء المسؤولون.
|