* الثقافية - علي سعد القحطاني:
الزيادة والحشو واللغو والصلة والتوكيد والاعتراض والاقحام مصطلحات تناولها علماء العربية في كتبهم، وقد وجد الدكتور خالد عبدالكريم بسندي من خلال رسالته الأكاديمية لنيل درجة الدكتوراه وكانت عن «ظاهرة الإقحام في التراكيب اللغوية» أن هناك خلطاً كبيراً في استخدام المصطلحات للحديث حول تلك الظواهر ولذا فقد اعتنى بسندي من خلال بحثه بمصطلح الإقحام ورأي أنه لم يكن وجوده في النص عبثاً، بل له معنى ثابت، بيّنه العلماء بالتوكيد، وتقوية المعنى، ويكثر استخدام هذا المصطلح في النثر أكثر منه في الشعر.. والضيف الكريم حصل على درجة الماجستير من جامعة اليرموك في الأردن وكانت رسالته عن «الزيادة ومعانيها في الأبنية الصرفية، كما حصل على درجة الدكتوراه من جمهورية مصر العربية، جامعة الدول العربية على رسالته المشار إليها آنفاً، ولديه العديد من الأبحاث في مجال الدراسات اللغوية وهو الآن يعمل استاذاً مساعداً في قسم اللغة العربية، كلية الآداب، بجامعة الملك سعود.
* هل هناك خلط في استخدام المصطلحات النحوية؟
- نعم إن الباحث في المصادر اللغوية والنحوية يقف أحياناً على خلط كبير في استخدام المصطلحات لبعض الظواهر اللغوية، لأن دراسة هذه المصطلحات تمثل إشكالاً وتعد من أهم الصعاب التي تعترض الباحثين والدارسين، فنجد مصطلحا ما قد استخدم عند باحث بمعنى وعند آخر بمعنى مختلف، مما يضطر الدارس إلى أن يقف عند هذا فمثلاً ابن جني في الخصائص قسم الاشتقاق إلى صغير وكبير وعند التعريف قال الاشتقاق الأكبر هو.. والاشتقاق الأصغر هو.. وفي المقابل تجد مثلاً علي عبدالواحد وافي في كتابه (فقه اللغة) يطلق على الاشتقاق الصغير اسم الاشتقاق العام.. وهكذا.
* أين وجدت مصطلح «الاقحام»؟
- وجدت مصطلح الإقحام في كتاب (الجمل في النحو) للخليل بن أحمد مع أن هناك شكاً حول نسبة هذا الكتاب إليه ومهما يكن من أمر فالإقحام هو ما وقع بين متلازمين وله معنى يمكن الاستغناء عنه من غير أن يتغير به أصل المعنى الذي تضمنه التركيب وهذا المعنى استخلصته من الأمثلة التي عرضها الخليل وأطلق عليها مصطلح الإقحام كما تناولت المصطلح من وجهة نظر الدراسات الأسلوبية الحديثة وبين أن الإقحام هو انحراف عن النمط المألوف، لاحتياج المتكلم إلى قوالب لغوية جديدة، تتسع للمعاني المتجددة لديه، حتى يتمكن من نقلها إلى المتلقي وجذب انتباهه وهو من أساليب العرب اللغوية منتشر في كلامهم وبين ابن جني أنه أحد وسائل الإحاطة وتمكين المعنى.
* الإقحام هل هو مصطلح يحاول أن يفرض نفسه بعنوة في النص أم أنه مجرد حشو، بالإمكان الاستغناء عنه؟
- للإجابة عن هذا السؤال عليّ أن أبيّن للقارئ الكريم بأن الزيادة والحشو واللغو والصلة والتوكيد والاعتراض والاقحام مصطلحات تناولها علماء العربية في كتبهم وهي تتبع مدارس نحوية - كما ذكر ذلك ابن يعيش وقد عوّل النحاة في اطلاقهم لهذه المصطلحات على أمرين: أولهما استغناء التركيب عنها من حيث الإعراب ليس غير إذ يعتمدون على أقيسة النحو وضوابطه مع الأخذ بالنظير، وثانيهما أن وجود هذه المصطلحات في التراكيب لم يكن عبثاً، بل له معنى ثابت، بينه العلماء بالتوكيد وتقوية المعنى.
كما أريد أن أبين أن المقحم أو الزائد ينسب إلى جملة الكلام (التركيب)، وهذه المصطلحات لا يراد بها الظاهر من لفظها الذي يوحي بالعبث والفساد.
* مصطلح «الإقحام» أيهما يكثر في النثر أم الشعر؟
- الإقحام أكثر وروداً في التراث النحوي ونادراً ما يرد في التراث البلاغي ويكثر مصطلح الإقحام في النثر أكثر من الشعر وفي المنطوق أكثر من المكتوب.
* أليس من الأولى اجتناب عبارة «الإقحام» مع القرآن الكريم؟
كثيرون ينكرون اطلاق لفظة الإقحام أو الزيادة.. على كتاب الله عزّ وجلّ، مع أن الإقحام على ضروريات التركيب النحوي دون المعنى المقصود ثابت ووارد في النص القرآني، وحين نقول إن هذه الكلمة زائدة أو مقحمة لا ندعي أنها زائدة على نص القرآن، وإنما ننسب اقحامها إلى النحو الذي لا بد من مراعاته في تحليل النص القرآني، وقد قامت القرائن على إقحامها عندما نقول إن الإقحام ينسب إلى النحو لا إلى القرآن، وعليه فلا نصف القائلين بالإقحام بالتزيد على النص القرآني، فما زيد أو أقحم كان على أصل النمط، وله زيادة في المعنى.والأولى اجتناب عبارة الإقحام والزيادة والحشو واللغو مع القرآن الكريم تأدباً معه لئلا تؤخذ هذه المصطلحات على ظاهر لفظها.
|