* القاهرة - مكتب الجزيرة سلوى محمد:
موجة جديدة من الفنانات المعتزلات شهدها الوسط الفني في الشهور القليلة الماضية .. ففحين أكدت المعتزلات بأن هناك أسباباً عديدة منها الخلافات التي يتميز بها الوسط وآخرين ذكروا انهم أقدموا على ذلك لأسباب شخصية ومنهم من اعتزل لأسباب دينية خاصة وقد بدأت تلك الظاهرة تجتاح الوسط الفني في نهاية الثمانيات من القرن الماضي عندما اعتزلت كل من شمس البارودي وسهير رمزي وشادية وشهيرة وغيرهن لكنها بدت أكثر وضوحا في هذه الأيام بعدما تحجبت عبير الشرقاوي ابنة المخرج المسرحي الكبير جلال الشرقاوي وموناليزا التي سطع نجمها بعد اشتراكها مع هنيدي في فيلمه همام في أمستردام وعبير صبري التي رفضت استكمال دورها في مسرحية «دو ري مي فاصوليا» مع سمير غانم وفيلم «فلاح في الكونجرس» مع شعبان عبد الرحيم والتي جسدت دورها النجمة الشابة أميرة فتحي بعد عودتها للفن مرة أخرى وبعد اعتزالها الحياة الفنية وارتداء الحجاب والنجمة الشابة غادة عادل التي حققت نجاحاً كبيراً في صعيدي في الجامعة الاميريكية وجاء الاعتزال بناء على رغبة الزوج وصابرين بعد مسلسل «أم كلثوم»، ومايا شيحة وميرنا المهندس وفي الأيام القليلة الماضية انضمت إليهن نجمة الاستعراض دينا والنجمة الشابة حلا شيحا. «الفنية» التقت بعدد منهن لمعرفة الأسباب ثم لمعرفة أسباب عودة بعضهن للتمثيل بالحجاب.
حلم يؤرقها
حالة من الدهشة عاشتها أسرة النجمة الشابة حلا شيحة ولم تكن أسرتها فقط، بل أصدقاؤها وعشرات المنتجين والمخرجين الذين كانوا ينتظرون ردها على مشاريع سينمائية وتليفزيوينة للمشاركة فيها. وحلا التي انطلقت نحو النجومية مستندة على موهبه اعترف بها الكل وبدعم ومساندة أسرتها وفي مقدمتهم والدها الفنان التشكيلي أحمد شيحا ومنذ خمس سنوات حين ظهرت الوجه الجديد حلا شيحة مع نجوم كبار أمثال الفنان نور الشريف والنجمة ميرفت أمين في مسلسل «الرجل الآخر» انطلق نجم حلا وتنبأ لها الجميع بمستقبل فني كبير وبالفعل تنجح حلا في الأدوار التي اسندت إليها سواء سينمائيا أو تليفزيونيا ومنها على سبيل المثال «ليه خلتني أحبك» مع كريم عبد العزيز ومنى زكي والمخرجة ساندرا نشأت ثم «السلم والثعبان» مع هاني سلامة والمخرج طارق العريان و«سحر العيون» مع عامر منيب والمخرج فخر الدين بجيدة وأخيراً «اللمبي» الذي يعد أنجح أفلام الموسم السينمائي للعام الماضي رغم حدة الانتقادات التي وجهت له لتنال حلا جزءاً منها. وتوجهنا بالسؤال عن الأسباب التي دفعت بها لارتداء الحجاب وهل ستعاود التفكير مرة أخرى كما فعلت شقيقتها الصغيرة مايا لتعود مرة أخرى للفن ؟
ببساطة شديدة أجابت النجمة وقالت: أرتديت الحجاب وهذا لا يعني اعتزال الفن بل سأواصل التمثيل ولكن بالحجاب على الرغم من أن الأدوار المتاحة ستكون قليلة وسأكون بعيدة عن المنافسة فأنا لم يعد يؤرقني حلم النجومية وحالياً أنا مشغولة البال بشيء واحد هو ديني.
وتواصل حلا: البعض ذكر ان صدمة الرحيل المفاجئ للفنان علاء ولي الدين هي السبب المباشر لارتداء الحجاب فهذا ليس صحيحاً، فمنذ شهرين تقريباً وخلال الشهر الماضي كان بداخلي شيء ما يدفعني للتقرب من الله سبحانه وتعالى إلى ان شعرت بحالة صفاء عجيبة ووجدتني اتخذ القرار بكل هدوء.
وحين سألتها هل يمكن ان تفعل مثلما فعلت مايا العام الماضي؟
قالت كل انسان له ظروفه وأنا مسئولة عن نفسي ولا أحب أن أفرض رأيي على أحد. وأكدت حلا بأنها تلاقي معارضة شديدة من أسرتها لأنها من وجهه نظرهم صغيرة وشابة وأمامها مستقبل في العمل الفني ولكنها ذكرت أنها متمسكة بقرارها.
هذا قراري بمفردي
وتلتقط الحوار شقيقتها الفنانة مايا شيحا وتقول ان هذا القرار أخذته بمفردي وبدون أي ضغوط من أحد وكنت سعيدة به رغم ان تجربتي الفنية كانت متوقفة عند فيلم واحد فقط وهو «أسرار البنات» الذي حصلنا من خلاله على أكثر من 20 جائزة محلية ودولية ورشح للأوسكار لأحسن فيلم أجنبي ولكن بعد فترة قليلة جداً قررت العودة لاستئناف نشاطي الفني مرة أخرى دون أي ضغوط من أحد وسوف أقدم أي عمل جيد يعرض علي خلال الفترة المقبلة.
حباً في الآخرة
وحينما اعتزلت الفنانة الشابة عبير صبري وهي في ظل مجدها الفني لتترك مسرحية «دو ري مي فاصوليا» مع النجم سمير غانم وفيلمها الجديد «فلاح في الكونجرس» مع شعبان عبد الرحيم ويوسف شعبان وعلاء مرسي لم يكن من فراغ أو وليد الصدفة كما أكدت عبير ل «الفنية» لقد اعتزلت الفن نهائياً بعد ان شعرت ان تلك الحياة التي أحياها لا معنى لها وأن الآخرة هى الأفضل !!
وتقول عبير مررت بظروف خاصة بي جعلتني أقف مع نفسي للحظات وجاء قرار الاعتزال النهائي دون التفكير في الانتظار حتى انتهي من الأعمال التي قد بدأتها وللأسف واجهني العديد من المشكلات من قبل المنتجين لكن الحمد لله أستطعت التغلب عليها وانهاءها.
وعن الظروف التي دفعتك لهذا القرار، قالت عبير:
وفاة بنت أختي الوحيدة طويا حيث كانت بمثابة ابنتي والتي هاجمها المرضى وهي ما زالت صغيرة ولم يستطع الأطباء التوصل لمعرفة الأسباب أو حتى العلاج لتقابل ربها بعد رحلة مرضها ويبدو ان الدافع الديني كان هو الحقيقة الغائبة في اعتزال عبير صبري والتي تخرجت من كلية الشريعة والقانون التابعة لجامعة الأزهر وقد قدمت أعمالاً لاقت نقداً واسعاً وأخيراً قرار الاعتزال .
الجلسات الدينية
أما النجمة موناليزا التي استطاعت أن تفرض نفسها في أنجح الأفلام الشبابية «همام في امستردام» و«السلم والثعبان» و«أصحاب ولا بيزنسن» ووقفت على خشبة المسرح في «حكيم عيونه» مع الراحل علاء ولي الدين وكريم عبد العزيز لتنسحب دون سابق إنذار أو حتى تدلي بأية تصريحات وترفض أية مقابلات صحفية.
وموناليزا التي تربت في أوروبا وعاشت في مدارس هولندا طوال حياتها جاء قرار اعتزالها متأثرة بالعديد من الشخصيات التي سبقتها بفكرة الاعتزال وقد واظبت موناليزا على حضور الكثير من الجلسات الدينية.
أسرتي أفضل من النجومية
أما النجمة الشابة غادة عادل التي حققت النجاح بتقديمها لأدوار البنت الاستقراطية في فيلم «صعيدي في الجامعة الامريكية» وبدأت تضع أقدامها على أول سلم الصعود للنجومية فقررت هي الأخرى الاعتزال دون سابق إنذار مثلما فعلت موناليزا. وتؤكد غادة ان قرار الاعتزال جاء بناء على رغبة زوجي المنتج مجدي الهواري لتتفرغ لأسرتها وأبنائها ولقد وافقت على الاعتزال لأنني كان لدي رغبة في الاعتزال وتؤكد انها لم تعد تجد وقتاً لأي شيء آخر، فالبيت يأخذ كل وقتها فانا زوجة قبل أن أترك عالم الفن ولم أكن أجد الوقت الذي أدركت فيه شئون الأسرة والذي أعتقد انه الدور الأول والرئيس لأية امرأة في العالم وأنا الآن ست بيت متفرغة تماماً ولم يتسلل أبدا الملل إلى حياتي بل أشعر ان الدنيا تزداد حلاوة يوماً بعد يوم بعد ان نسيت أيام الفن وخرجت منه.
حياة هادئة
تشاركها الرأي صديقتها النجمة الشابة ميار الببلاوي التي أنهت حياتها الفنية بآخر أعمالها السينمائية بفيلم «يا تحب يا تقب» مع النجوم فاروق الفيشاوي والمنتصر بالله وأحمد آدم وتقول انني نسيت كل شيء عن الفن ولا أفكر غير في مستقبل أسرتي وابني محمد الذي أقضي معه وزوجي كل وقتي ولا أريد أن أعود للتمثيل من جديد فأنا حياتي الآن هادئه والحمد لله.
وأثار إعلان الممثلة الشابة ميرنا المهندس المفاجئ عودتها للفن وخلع الحجاب ضجة لا تقل عما أثاره اعتزالها المفاجئ عندما كانت تشق طريقها نحو النجومية والأضواء وعن اتخاذها قرار الاعتزال قالت كنت متسرعة في هذا القرار وأن أدائي للفرائض هو المهم والكلام عن ان عودتي للعمل الفني سببه شفائي من المرض غير صحيح لأنني اتخذت قرار الاعتزال ولم يكن للمرض أي دخل فيه وعودتي للفن جاءت عن اقتناع وأنا مازلت أعاني من المرض رغم تحسن صحتي واستقرار حالتي وسبب التحسن هو ارتفاع روحي المعنوية وهذا راجع لأدائي الفروض الدينية وإخلاصي لله، ثم انا مقتنعة بأن علاقتي بالله، أمر خاص بي وسأقوم بأداء العمرة في الأيام القادمة.
| 
