يظهر هذه الأيام على شاشات القنوات الفضائية رجال يتحدثون عن مستقبل العراق، تسمع كلامهم فتقول انهم عرب، تصغي لنبرات أصواتهم فتقول انهم عراقيون، ولكن عندما تستوعب ما يقولون وتفكر فيه تقول إنهم أمريكيون، بل قد يشتط بعضهم في الحديث دفاعاً عن السياسية الأمريكية في المنطقة والوجود العسكري في العراق فتقول انه امريكي أكثر من الأمريكيين أنفسهم لأن الكثير من المواطنين الأمريكيين يرفضون الحرب ويرفضون الوجود العسكري في العراق.
ومن العجائب اللافتة للنظر ان مقدم البرنامج كان يشير للوجود الأمريكي بالعراق بقوات الاحتلال، فاعترضه المتحدث العراقي الأمريكي، وقال له: قل قوات التحرير، فقال له مقدم البرنامج: إن القانون الدولي المتفق عليه عالمياً ينص على أن أي قوات عسكرية تدخل بالقوة إلى اراضي دولة أخرى دون طلب من حكومتها او شعبها تعتبر قوات احتلال.
ولم يعجب العراقي الأمريكي هذا الكلام بالطبع وأصرّ على استخدام «قوات التحرير». وسيظهر ويزداد هذا النوع من البشر في العراق ليقوموا بدور إعلامي لا يستطيعه الأمريكيون أنفسهم، وأظن لو كان هناك مسؤول أمريكي في هذا البرنامج لشعر بالخجل ولم يعترض على نص القانون الدولي بخصوص الاحتلال وبرّر الموقف بأننا سننسحب بأقرب وقت ممكن، لكن صاحبنا كان أمريكياً أكثر من بوش كما كان لدينا قبله شيوعيون أكثر من لينين!
|