مع أننا في هذه الصفحة من حماة ودعاة الفصحى لغة القرآن الكريم إلا أننا سنحاول تحت هذا الباب أن نرجع بعض الكلمات العامية المتداولة في لغتنا اليومية إلى أصولها البعيدة التي قد يجهل بعض القراء أنها عامية ويظنونها عربية لا لشيء إلا لكثرة دورانها على الألسن في الأحاديث اليومية، ولو بحثنا لردائف لهذه الكلمات في الفصحى لوجدناها أجمل وأنقى وأحلى وأسلس. وسينصب اهتمامي في هذا الباب على العامي الدخيل من اللغة الفارسية ونرحب بكل ما يصلنا من الباحثين حول أصول الكلمات العامية الدخيلة من اللغات الأخرى التي يفقهون البحث فيها، ونرجو بهذا العمل أن نكون قد أوقدنا شمعة في طريق التدليل على ما في عاميتنا من الدخيل.
***
جاموس
جاموس: على الرغم من ندوة وجود هذا الحيوان في البيئة السعودية إلا أن كلمة جاموس شائعة في عامية الحجاز، وهي كلمة فارسية مكونة من مقطعين الأول كاو بالكاف الفارسية بمعنى بقرة والثاني ميش بمعنى شبيه وتكتب في الفارسية هكذا: كاوميش، وقد جاءت في بيت للبحتري يهجو شخصاً بسوء الخلق وقبح الخلقة يقول:
لا تدعون أبا الوليد لنائل
خلق الحمار وخلقه الجاموس
***
روشان
روشان: من الكلمات العامية الشائعة في جميع أنحاء المملكة وهي فارسية ومعناها مطلق الضوء.
نخى أو نخج
نخى: من الكلمات العامية الشائعة في المنطقة الشرقية معناها الحمص وهي في الفارسية تنطق نخود.
***
دردى
دردى: من الكلمات العامية الشائعة في الحجاز وهي من ألفاظ السباب وهي فارسية لفظا ومعنى فالدردى في اللغة الفارسية هو الحثالة من كل شيء.
***
تنكة
تنكة: من الكلمات العامية الشائعة في جميع أنحاء المملكة وتطلق على هذا الوعاء الحديدي المركب من صفائح حديدية رقيقة، وهي فارسية مكون من مقطعين الأول تنك بمعنى ضيق والثاني اللاحقة «ه» الهاء الصامتة وتفيد التصفير.
وإن كان الفرس يطلقون كلمة بيت بالباء الفارسية على التنكة أيضاً.
|