* نسمع ونقرأ عن حالة تسمى السلس البولي الجهدي عند المرأة، فما هي هذه الحالة، وكيف يتم علاجها؟؟
السلس البول الجهدي حالة تتمثل في فقدان جزء من البول اللاإرادي المرافق لارتفاع ضغط البطن خلال «العطس، السعال، الضحك، الجري، الرياضة، حمل الأشياء الثقيلة أو حتى القيام المفاجئ عن الكرسي أو السرير».
ولا يعتبر سلس البول الجهدي مرضاً، ولكنه علامة تدل على وجود مشكلة في الجزء السفلي من الجهاز البولي. وهو يعد حالة من المهم معالجتها، لأنها قد تؤدي إلى معاناة المريض من العزلة الاجتماعية، وتناقص تقدير الذات، والاكتئاب، والاتكالية.
هذا النوع من السلس البولي يصيب أكثر من 15% من النساء بعد سن الثلاثين وتزداد هذه النسبة لتصل إلى25% إلى 35% مع تقدم العمر، وهذا يحدث عندما يزيد ضغط المثانة البولية من خلال ارتفاع ضغط البطن بالإضافة إلى ارتخاء العضلة العاصرة للإحليل التي لا تقفل بشكل كامل بسبب هبوطها عن تأثير ضغط البطن، لأن ضغط البطن عندما يزيد في الحالات الطبيعية يؤثر بنفس القوة على ضغط المثانة البولية وانقباض العضلة العاصرة للإحليل ، فالمرأة عادة تتحكم بنفسها ولا تفتقد البول.
أما في الحالات السلس البول الجهدي فالذي يحدث أن ضغط البطن يرفع ضغط المثانة ولا يؤثر على ضغط عضلة الإحليل فيحدث تسرب قليل أو كثير للبول لا إرادياً.
أما بالنسبة للعلاج، فإن يختلف باختلاف الأسباب:
أولاً: يجب التأكد من عدم وجود التهاب في المثانة البولية لأن الالتهاب يؤدي إلى الإصابة بسلس بولي مؤقت وهو سهل العلاج «أي الناتج عن الالتهاب».
ثانياً: إذا كانت الشكوى الرئيسية هي السلس البولي الجهدي، فهناك طرق كثيرة للعلاج حسب درجة الحالة:
العلاجات غير الجراحية:
1 العلاج الرياضي: هو القيام بعمل التمارين الرياضية لعضلات أسفل الحوض والشرج والمهبل يومياً بدون انقطاع فقد أثبتت هذه الطريقة فعاليتها أكثر من 70% إلى 80 % في الحالات المبكرة
تمرين أرضية الحوض «تمرين كيجيل»: يعتبر هذا التمرين من أكثر العلاجات الشائعة لسلس البول الجهدي. ويمكن استخدام تمارين تقوية عضلات أرضية الحوض لاستعادة التحكم بالمثانة، لا سيما في حالة ضعف عضلات المصرة نتيجة ولادة طفل أو عوامل أخرى
تدريب المثانة: يشتمل تدريب المثانة على تمارين لتقوية عضلات المثانة والإحليل والتنسيق بينها، وهو أمر قد يساعد في التحكم بالبول.
2 العلاجات الطبية:
العلاج البديل بالهرمونات/ الإستروجين: يساعد العلاج بالإستروجين في المحافظة على صحة الأنسجة الإحليلية في النساء في سن اليأس.
الأدوية المضادة لإفراز الكولين: يمكن أن تمنع هذه الأدوية التقلصات المفرطة وغير الطبيعية في المثانة.
العلاجات الجراحية:
الجراحة المفتوحة: قد يقتضي الأمر إجراء هذا النوع من العمليات في بضع حالات المتقدمة.
تعليق إبرة:
ربما يكون إجراء تعليق الإبرة لرفع منفذ المثانة الضعيفة، دون جراحة مفتوحة، علاجاً كافياً في معظم المرضى.
لكن بعد ظهور عملية «تي في تي»، فإن جميع هذه العمليات فقدت مكانتها وخاصة أن نسبة النجاح تتراوح من 50% إلى 60%.
الدكتور نادر قلعجي استشاري المسالك البولية وأمراض الذكورة والعقم مستشفى المملكة العيادات الاستشارية
|