في عدد الجزيرة رقم 11153 وتاريخ 10/2/1424هـ خبر بعنوان «تواصلاً مع ما نشرته الجزيرة يقول اللواء الشهراني: الحادثة فردية ولا تمثل ظاهرة اجتماعية» وعند قراءة الخبر السابق والتعقيب الذي كتب عن الحادثة وحوادث اخرى ربما سجلت لدى الشرطة. او سجلت لدى الهيئة او تم الاكتفاء بحل الموضوع دون اللجوء الى الاجهزة الامنية خوفاً من الاساءة للسمعة خصوصاً انه يتعلق بنساء او فتيات ويكون الموقف محرجاً وحساساً لدى المجتمع.
نجد ان هذا الموضوع حساس ويجب عدم التهاون به وحتى لو كانت حالات فردية.
او انه لم يصل الى كونه ظاهرة فعلاج الحالات الفردية في حينها بعلاج صارم وقوي يساعد على منعها لكي لا تكون ظاهرة.
حيث يقول الكاتب في تعقيبه على الخبر بأن عقاب مثل هؤلاء لا يكاد يكون سوى بعض كلمات العتاب او التوبيخ او التوقيف الخفيف ليوم او ايام قليلة لا تتناسب مع الحدث، ثم ينتهي الموضوع وكأن شيئاً لم يكن؟
وسؤالي هو ماهي الظاهرة؟
من وجهة نظري كل تصرف يسيء الى فرد من افراد المجتمع او افراد مجتمعين ويمكن تكراره في اي يوم فان هذه ظاهرة.
لان هذا الشاب او مجموعة من الشباب يستطيعون تكرار الموقف لاكثر من مرة في اليوم مادام ان هناك اسواقاً ونساء وسيارات وسائقين ونساء وفتيات من حقهن ان يرتدن الاسواق او ان يذهبن الى اعمالهن بأي وسيلة نقل سواءً كانت خاصة او عامة او مع سائق خصصته العائلة لنقل افرادها.
وفي حالة تخفيف العقاب فان الحدث يكون ظاهرة وتتزايد الظاهرة مع قلة العقاب.
وبالعكس تقل الاخطاء والانحرافات مع قسوة وقوة العقاب حينما يكون رادعاً ويقول المثل: «من امن العقوبة اساء الادب».
وهذا في كل شيء حتى الطفل والشاب وغيرهم في المنزل والمدرسة والشارع فكل شيء يحتاج الى ضبط ونظام وحين تقع المخالفة يكون العقاب!
ويكون العقاب بقدر الفعل وآثاره على افراد المجتمع.
وحينما يكون هذا التصرف له مساس مباشر بسمعة امرأة او بشرف «فتاة» ربما مثل هذه الحادثة لو زادت وانتهت بقضية مع احدى الشباب عند احتكاكه بهذا الشكل مع احدى الفتيات فماذا ستكون سمعة هذه الفتاة في المجتمع؟ وماهو مصير مستقبلها؟ وكيف سيكون مصير زواجها وقد سجل عليها قضية لا ذنب لها فيها بل مجرد شاب متهور وطائش «امن العقوبة».
كثيراً ما نشاهد كما ذكر الكاتب شباباً يضايقون السائقين ومعهم بعض الفتيات سواءً بأرقام التلفونات او الكلام وغيره.
ولكن هذه التصرفات لن تبقى عند هذا الحد لان الهدف الاساسي واضح. وسوف تكون هذه التصرفات الطائشة مستقبلاً ظاهرة يصعب علاجها والسيطرة عليها عندما يتخلى عن علاجها افراد المجتمع.
ان دور رجال الشرطة غير كاف لحل المشاكل ولكن يبقى دور المواطن ليكون عوناً لمجتمعه ولاجهزة الامن في مكافحة كل ظاهرة سيئة تكون لها اضرارها على افراد المجتمع.
فاصلاح رب الاسرة لشبابه وممن تحت سلطته في بيته ومتابعتهم واصلاح ما يقعون فيه من اخطاء ومراقبة سلوكهم يعتبر كل ذلك من مقومات صلاح جميع افراد المجتمع. لا ان يقوم بالزج بهم في الشوارع دون توجيه او توبيخ او مراقبة لسلوكياتهم ليكونوا عبئاً على افراد مجتمعه.. ملقين باللوم على افراد الشرطة ورجال الامن ليقوموا باصلاح ابنائنا بعد تسببنا في ضياعهم وعدم نصحهم واصلاحهم.
واعتقد ان القضاء على مثل هذه التصرفات يجب ان يكون بما يلي:
اولاً: كما يقول رجال المرور بتسجيل المخالفات المرورية على كل مخالف لقواعد السير والمرور. فإنني اعتقد ان تسجيل مخالفات على الشباب في كل مخالفة اخلاقية لم تصل الى درجة الجريمة وهي من الظواهر التي تصدر من الشباب في الاسواق وبجوار مدارس البنات والمكالمات الهاتفية. وارقام التلفونات ومضايقة السائقين والفتيات والنساء وغيرها من ازعاج للمواطنين والتفحيط وغيرها من مخالفات الشباب لتكون هذه المخالفات المادية في بداية الامر تحمل الصفة المادية والمعنوية كإنذار لعقوبة محتملة في المستقبل قد تصل الى السجن وتكون سابقة له.
ثانياً: تكثيف المراقبة في الاماكن التي تحصل فيها المخالفات كمدارس البنات والاسواق وبعض الشوارع كثيرة السيارات والملاهي والحدائق والمستشفيات وغيرها مما يكون ارتياده كثير من الشباب.
وتكون هذه المراقبة بشكل سري في بداية الامر.
ثالثاً: ابلاغ السائقين الاجانب الذين يحملون دائماً النساء والفتيات بالاتصال بالشرطة لتحديد موقعه عند حدوث مضايقة من احد مع تحديد نوع السيارة ورقمها حتى يتمكن رجال الامن من مساعدته في مشكلته والمحافظة على سمعة من معه والقضاء على هذه الظاهرة والحد من تكرارها مستقبلاً.
رابعاً: تعاون كل مواطن مع اي فرد من افراد المجتمع عند حدوث اي مشكلة له ومساعدته حتى يحضر رجال الامن. كالقبض على المجرم الذي يشهد من حوله ان اجرم في حق آخر بأي شكل من الاشكال.
مساعدة اي فتاة او امرأة تكون بحاجة الى المساعدة عندما يراها الآخرون وهي تواجه مشكلة من فرد آخر يحاول المساس بها او اركابها في سيارة او التحرش بها او الاعتداء عليها.. لان هذه الظواهر غريبة على مجتمعنا ونحن مجتمع مسلم فأمر بالمعروف ونهي عن المنكر بين افراد المجتمع. هذه سماة المجتمع المسلم التماسك والترابط والقضاء على الجريمة وكل ما يسيء اليه او يحدث به شرخاً يؤثر على حياة وسلوكيات افراده وبهذا الشكل يتعاون افراد المجتمع لاصلاح شئونهم بأنفسهم للقضاء على كل سلوك يسيء الى افراده.
محمد عبدالله الحميضي/ مكتب شقراء
|