السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
قرأت المقالة التي أبصرت النور على صفحات جريدتكم الغراء في يوم السبت الخامس من شهر محرم من العام الحالي 1424ه والتي كتبها الأخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ تحت عنوان لماذا لا نفكر في طريقة لتنظيم النسل؟ وأحببت إبداء رأيي الشخصي فيما قرأت. حيث إنني لا أوافق الأخ الكريم بما أسماه ب«تحديد النسل»، إذ كيف نفكر ونطالب بتحديد النسل والحد من كثرته ورسول الأنام صلى الله عليه وسلم قال: تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة» أو كما قال.
وأورد الأخ في مقالته: «وأمام هذه الحقائق أجد أن من الضرورة بمكان الاستفادة من تجارب الآخرين في توخي الحلول،..» إلى أن قال: «... وإنما بتضافر جهود أخرى أيضاً، يأتي «تحديد النسل» على رأس هذه العوامل. «أتساءل كيف تمثل الكاتب ببريطانيا والصين وما فعلتاه من تحديد للنسل ونسي رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم حيث دعا لأحد الصحابة بكثرة الولد!!
أما عما أورد في حديثه عن وجود بطالة رجالية ناهيك عن البطالة النسائية، فمن وجهة نظري الشخصية أنه ليس هناك ما يسمى بالبطالة النسائية لأن عمل المرأة الرئيسي في منزلها، أي أنه لا يوجد مشكلة لنبحث لها عن حل، أما البطالة الرجالية فهذه المشكلة بتضافر الجهود سنوجد لها الحل - إن شاء الله - ولن نتخلص منها إلا بإيجاد الفرص الوظيفية للشباب الذي لا يجد عملا، ولن يتحقق ذلك إلا بسعودة جميع القطاعات والدولة مشكورة بدأت بسعودة أسواق الخضار وتبعها ما تبعها من باقي القطاعات التي تمت سعودتها، لكن ما أعني بجميع القطاعات هو أن نستبدل سائقي سيارات الأجرة بكفاءات وطنية، وكذلك الاستغناء عن العمالة الوافدة في كل أماكن العمل لنستطيع توفير وظائف للشباب السعودي، وأقرب مثال هو عمالة البقالات ومحطات البنزين وغيرهما.
وإن كان هناك فئة من الناس تنظر لهذه الوظائف ومن يعمل بها نظرة دونية فلا ننسى أن نذكرهم أن خير البرية رسول البشرية الذي هو أكرم مني ومنهم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم قد رعي الغنم، وذهب بتجارة خديجة إلى الشام، وما سبقنا له صلى الله عليه وسلم فهو خير لنا في الدارين، ولم أر ولن أرى من هو أكرم وأعلى مكانة منه صلى الله عليه وسلم إلا أن يكون لتلك الفئة وجهة نظر أخرى فالله أعلم!!
وبذلك لن يكون هناك بإذن الحي القيوم بطالة رجالية ولن يكون هناك تحديد للنسل لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما أمرنا بأمر إلا وكان خيرا لنا، وما نهى عن أمر إلا وكان فيه شر لنا.
ولا ننسى أن نشكر الأخ على حرصه على مستقبل بلده.
ونتمنى التوفيق لجميع شباب الأمة وأن يجعل ما خطته أقلامهم حجة لهم لا حجة عليهم، ووفقكم الله إلى كل ما يحبه ويرضاه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مها بنت أحمد الجبر/ الزلفي
|