|
|
الوداع يكون دائماً صعباً ومؤثراً في النفس البشرية خاصة إذا كان لزميل مهنة وعمل وتعامل استمر لسنوات طويلة مبني على الأخوة والتفاهم والاحترام المتبادل البعيد عن أية مصالح مادية أو معنوية ضيقة. فعندما يغادر المسؤول كرسي الإدارة تبقى السيرة الحسنة والتعامل الطيب والانطباع الجيد الذي تركه لدى الآخرين سواء العاملين معه أو المراجعين وهو الرصيد الحقيقي الذي يبقى أما مظاهر النفاق والمجاملات فإنها تنتهي وتتلاشى بعد أن تسقط الأقنعة وتظهر الوجوه الحقيقية. ففي يوم الثلاثاء الموافق 1/1/1424هـ غادر المهندس/ علي بن عبدالعزيز السبيعي عمله كمدير عام للزراعة بمحافظة شقراء بعد نقل خدماته لوزارة المالية والاقتصاد الوطني وتكليفه مديراً لمكتب الوزارة في محافظة شقراء والمهندس علي من القلائل الذين يجبرون الآخرين على احترامهم وتقديرهم نظراً لما يتمتع به من أخلاق عالية وتعامل إنساني راق مع الجميع دون استثناء أو تمييز سواء للعاملين معه أو المراجعين له مما أكسبه محبة واحترام الناس على مدى أكثر من سبعة عشر عاماً من الخدمة في تلك المديرية منها أكثر من ست سنوات كمدير عام لها. كما أن له مواقف إنسانية وخيرية لا أريد الخوض في تفاصيلها لأنه لا يحبذ ذلك وله حضور فعال في مجال العمل التطوعي فهو عضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة شقراء وعضو في مشروع مساعدة الشباب على الزواج والذي تأسس حديثاً، وفي آخر يوم عمل له بالمديرية وجّه رسالة وداع للعاملين بالمديرية وفرعها بمرات كانت مؤثرة وأكثر من رائعة حيث قال في إحدى فقراتها: (فأنا التحقت بالمديرية وخرجت منها وأنا لا أحمل على أحد من منسوبيها ومراجعيها أي سوء واحترم الجميع وإذا كنت قد أخطأت «والمؤمن غير معصوم من الخطأ» على أحد من الموظفين أو المراجعين فأرجو من الله العفو ومصارحتي بذلك شخصياً لأطلب المسامحة). |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |