التعجيل بالحكم الوطني في العراق

تأكيد المملكة ومصر على سرعة تمكين الشعب العراقي من حكم نفسه يعكس حرص أكبر دولتين عربيتين على مسؤوليتهما تجاه العراق وأملهما في رؤية الاستقرار، وقد حَلَّ في ربوعه استباقاً لما قد يحلُّ بهذا البلد في غياب الحكم الوطني الذي تنتفي معه كل صور الاحتلال وسلبياته.
إن كل يوم يمر دون حكم وطني في العراق قد يراكم في النفوس السلبيات المرتبطة بالاحتلال وصولاً إلى حالة الانفجار ولذا فإن التعجيل بتشكيل حكومة وطنية مؤقتة تمهد لحكومة مستقرة يعطي الأمل لأبناء العراق بأنهم يقررون مصير وطنهم ويستحوذون على مكاسبه وإنجازاته ويسيطرون على ثرواته.
لقد جاء اجتماع خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد مع الرئيس المصري بعد أيام من دعوة دول الجوار للعراق في مؤتمرها بالرياض لإنهاء احتلال العراق وترك مصير العراق لأهله.. ومن المهم التأكيد على هذه الجهود المتواصلة التي تبذلها المملكة والدول العربية من أجل الوقوف مع أبناء الشعب العراقي ومساعدته لتشكيل حكومته الوطنية واستتباب الأمن والاستقرار فيه.
ويستطيع العراقيون إنجاز الكثير على طريق الاستقلال الكامل وتعزيز سيادتهم من خلال التأكيد على وحدتهم الوطنية وهو الشعار الذي تطرحه حالياً كل الاحزاب والفئات العراقية وهو العنوان الرئيسي لهذه المرحلة.
ومجرد رفع هذا الشعار في هذه الأيام يعني الحرص على الالتزام به، ويقنع القوة المحتلة بأن عليها أن تخطط لبقاء قصير الأمد.
ويستطيع العراقيون أن يبرهنوا دائماً على اعتزازهم بوحدتهم الوطنية وهم يحتاجون إلى البرهنة على ذلك بصورة عملية في لقاءاتهم بين الأحزاب والفئات الدينية وفي مختلف اعمال التنسيق بينهم وفي أدائهم الحزبي اليومي وتعاطيهم مع سلطات الاحتلال للتأكيد أن لا بديل عن الحكم الوطني المؤهل وحده للتجاوب مع آمال وتطلعات العراقيين والحفاظ على مكتسباتهم وصون وحدتهم.