هذا ما يقوله الكاتب الإسرائيلي «سيفر بلوتسكر» في معرض توعده لكل الحكام العرب الذين يخلقون الخلاف العربي الإسرائيلي..
** ويتحدث عن الديمقراطية وكأنه يعرفها.. وكأنه يمارسها.. ويعلي مشهدها..
ويصف صدام حسين وكأنه يصف كائناً غرائبياً لا تعرف إسرائيل من هو مثله وبمثل شراسته وتعذيبه للناس..
** ويهدد العرب.. كل العرب.. بزلزال الديمقراطية القادم الذي سيقتلع الظلم والجور الذي تعانيه الشعوب العربية..
ونسي فلسطين.. ووضع نفسه متحدثاً باسم الشعوب العربية كلها.. وترك فلسطين وظالمها الأكبر «شارون ومعيته من اليهود»
** ما هي الأمصال المناسبة التي بإمكانها ان تهدئ هذه الفيروسات الكلامية من التأثير علينا..
من ينصت إلى خطابات واشنطن.. وخطابات لندن.. ومقالات اليهود وتحليلات الأمريكان..
وكيف تصبح الكلمات ذات ملمس ناعم وحريري.. تمر على سمعك فلا تجرحه وتعبر ذاكرتك فلا تعبث بها..
وحين تتأمل القتل والحرق والسرق..
تصحو من غيبوبة الكلام.. لتجد الأرض أسفلك رخوة.. مليئة بلزوجة الكذب والنفاق والشقاق والسلب والنهب والاحتيال والاستغلال..
على ماذا تقوم حضارات العالم.. وإلى ماذا تقود الآلة العسكرية شعوبها..
أسئلة بإمكانها ان تفجر عروق رأسك وأنت تتنقل بين المحطات والتحليلات والمقالات والمواقع..
** وفي خضم كل هذا..
يأتيك التلفزيون السعودي.. مواكبا.. هادئاً.. متعقلاً..
يحمل رأيه الصارم الذي لا يتزحزح..
ويتميز باستضافة الدعاة والعلماء ورجال الدين الذين ساندوا الناس في الأزمة واعانوهم على تجاوز الحيرة التي تكاد تفتك بالعقول الغضة.. فاستعانوا بالقرآن والحديث لشروح الأزمات والمصائب واستعانوا بالتفسير والتاريخ فكان حديثهم بلسماً شافياً رطَّبَ القلوب التي واناها الجفاف..
ولم ألحظ ان قناة تلفزيونية اهتمت بهذا الجانب في كل المحطات العربية عدا المحطة السعودية حتى وإن نجحت العربية في استضافة الشيخ سليمان العودة واستطاع بحديثه المقنع والمواكب تهدئة الناس وبث اليقين في قلوبهم ومنحهم العزيمة الإيمانية التي تعينهم على تقبل المصائب وقد كان حديثه مزيجاً بين الدين والسياسة فكان متميزا ولا شك، لكن التلفزيون السعودي كان يلتقي يومياً رجال الدين والعلماء والدعاة ليوجهوا للناس كلماتهم الطيبة ويستثيروا فيهم التوبة والقنوت وهي لعمري.. دواء القلوب وسط كل هذا الحشد من الأخبار والتحليلات والمقالات والصور..
وتداغم الكذب بالحقيقة.. والسواد بالبياض..
وحين تظلم الطرقات.. وتتغلق المنافذ.. فليس سوى الله سبحانه يعود إليه المؤمنون وينيبون إليه في مصائبهم.. ويتسرب نوره إلى قلوبهم من الأعلى.. فيهدئ روعهم ويطمئنون إلى ان كل شيء بقدر..!
11671 الرياض 84338
|