ذَرَفَ الفُراتُ دَماً مِنَ الأَجفانِ
وانْسابَ دِجْلَةُ في أَسَى وَهَوانِ
شَعْبُ العِراق يئنُ في أَغْلالِهِ
ونساؤُهُ تبكي دَمَ الخِلاّنِ
آهٍ عَراقَ العُرب يا نَهْرَ الهوى
يا ليتَ شِعري، ما الذي أبكاني؟
خَدَعوكَ يا صَدَّامُ حينَ خَدَعْتَهُم
وَأراكَ فيهِم صُورَةَ الشَّيطانِ
وَأمَرْتهُمْ ليُبَايعوكَ، فبايعوا
وَجَرَرْتَهُمْ لَلْمَوْت كالخرْفانِ
أَيْنَ السَّماسرَةُ الصِّغارُ، وَبَعثُهُمْ؟
بَلْ أَيْنَ أنْتَ وَزُمْرَةُ الطُّغيانِ؟
أينَ «الفِدائيّون» والحرَسُ الذي
صَالوا بِعَجْرَفَةٍ على الجيرانِ؟
وَتَعَشَّقُوا صَدْرَ العِراقِ بِبَطْشهمْ
وتَفَرَّقوا في الحَرْبِ كالجُرذانِ
فانْهضْ أيا ابْنَ الرافديْنِ على رُبى
تَكْريتَ واذْبحْ شارِدَ القُطعانِ
عَفَناً سَقَطْتَ على سُطورِ بَياننا
والكُلُّ صاغك جيفةً بِبَياني
الجوعُ يا صدام لا يَقوى عَلى
خَوْضِ الحُروبِ بِقُوَّةِ الصّيصانِ
حَتى الصّواريخ التي كَدَّسْتَها
قد لا تُفيدُ بحَوزَةِ الجُوعانِ
أَمَّا «عُلُوجُ» القومِ إِذْ أَسمَيتَهُمْ
قَهَروكَ يا صَدَّامُ في الميدانِ
قَهَرُوا عُلُوجَكَ في الحروبِ وَلَيْتَهمْ
صَمَدوا فِدَاءَ الصِّبْيَةِ الْوِلْدانِ
أَيْنَ السِّلاحُ وأَينَ مَنْ دَجَّجْتَهُم
بِالْكِذْبِ للأَعداءِ والعُدوانِِ؟
هل كُنتَ تَعلمُ ما يُخَبِّئُهُ الرَّدى
لِلقاهرينَ الشَّعبَ بالْبُهتانِ ؟
اُنْظُر الى الأَطفالِ في الأقصى، وفي
سَاحِ الفِدى، هَبُّوا كَما البُركانِ
وَتَدافَعوا صَوْبَ العُداةِ بِصَدْرِهِمْ
مِنْ دونِ «بَعْثٍ» خارِقِ الهَذَيَانِ
لِلهِ ما جَمَعوا، وما ساروا له
والبَعثُ يا صدَّامُ للشيطانِ
واللّّهَ أَسْألُ أنْ يسيلَ غَمامَنا
ويُزِينَنَا بالعِلمِ والإيمانِ