لا يختلف احد من الناس على اهمية الامن في حياة الامم، وانه الاساس لاستقرار الحياة البشرية، والانتاج المتميز، والعطاء المستمر، ولعل الامم جميعها انما تحرص على وضع الانظمة، وسن القوانين من أجل توفير الاجواء الآمنة التي يتم فيها العطاء الانساني على أفضل طرقه واساليبه، والله سبحانه وتعالى في شرعه الحكيم صان هذه الجوهرة بما شرعه من الجزاءات والاحكام التي تحول بين المخربين وبين ما يريدونه من تحطيم كيان الأمن، وسرقة جوهرته الثمينة، ولأن الأمن مطلب بشري مهم فقدامتن الله سبحانه وتعالى على قريش بأنه أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف.
وحيثما تكون شريعة الله مطبقة يكون الامن موجوداً، لانها الشريعة الالهية الكاملة الشاملة التي لا تخضع لاجتهادات بشرية مختلفة تدخل فيها المصالح العامة والخاصة، والرؤية البشرية القاصرة، والهدف الدنيوي الذي لا يراعي مصالح الآخرين.
شريعة الله هي التي تفتح للناس ابواب الامن على مصاريعها، وتحمي عقولهم وقلوبهم واعراضهم واموالهم ودماءهم من سطوة كل متسلط ومخرب ومن اعتداء كل مجرم، وكما أن هذه الشريعة تحمل سمات الرحمة بالناس ورعاية مصالحهم، فانها تحمل سمات الشدة في العقوبة على كل من يعتدي على الحقوق، ويحطم أسوار الأمن التي تصد عن ساحته المجرمين والمخربين.
ولذلك كانت الحياة هي الصفة المناسبة للتعبير عن القصاص وّلّكٍمً فٌي القٌصّاصٌ حّيّاةِ يّا أٍوًلٌي الأّّلًبّابٌ لّعّلَّكٍمً تّتَّقٍونّ} [البقرة: 179]
فالقصاص حياة شاملة كاملة لانه يحفظ الحياة، ويصد المعتدين، ويوقف المتجاوزين عند حدودهم، ويبقى بعد هذا النظام الالهي الكامل الشامل، كل نظام شرعي قاصراً عن تحقيق ما تصبو إليه المجتمعات البشرية من الأمن.ونحن في المملكة العربية السعودية، نعيش - ولله الحمد - صورةً من صور الأمن والاستقرار التي يشار اليها بالبنان في هذا العصر.
ولاشك أن هذه الجوهرة الثمينة جديرة بأن نحرص عليها ونحميها، ونحول بين المخربين وبين سرقتها او تحطيمها.
هنالك مظاهر مزعجة لبعض التجاوزات والحوادث المندرجة تحت مسمى «الجريمة، بدأت تظهر برؤوسها التي تشبه رؤوس الشياطين» ولاشك أن هذه المظاهر تحتاج من الجميع الى وقفة يقظة حاسمة لان جوهرة الامن الثمينة هي ملكنا جميعاً صغيراً وكبيراً حاكماً ومحكوماً، فلابد ان تكون لنا ادوارنا الكبيرة في الحفاظ عليها ورعايتها والحيلولة دون الاساءة اليها.
انها مسؤولية الدولة ومسؤولية الشعب، الفرد والمجتمع، المدرسة والمنزل، ومسؤولية كل المراكز الثقافية والمنافذ الإعلامية في بلادنا.
ولابد أن نكون جادين في متابعة مثل هذه المظاهر المزعجة، وان نضاعف من فتح منافذنا جميعاً أمام الارشاد الديني والتوعية الاسلامية الراشدة لان الوعي الديني مهم جداً في تربية النفوس، ولأن يد الخير التي يمدها الالتزام بالاسلام قادرة على اقتلاع شجرة الارجاف من جذورها.
انها دعوة الى الجميع للحفاظ على جوهرتنا الغالية. اللهم احرس بلادنا من مظاهر الانحراف، واجعلنا من الراشدين.
اشارة:
انه اسلامنا يحمي حمانا وبه ترفع اعلام الجزيره
|
|