Wednesday 23rd april,2003 11164العدد الاربعاء 21 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بلا تردد بلا تردد
انفجار
هدى بنت فهد المعجل

لأنه لم يحسن التعامل مع «العبوة الناسفة» فقد انفجرت في وجهه، وتناثرت شظايا.. .فتناثر بتناثرها في ارجاء المكان، وسمع دويّ الانفجار السكان المحيطون به، اهتزت على إثره النوافذ، والأبواب، والأسقف «المستعارة»، فهرعوا الى حيث يكون مصدر الصوت فلم يجدوا سوى شظايا، وأشلاء بشرية تناثرت هنا.. وهناك!! حينها أيقن الجميع ان من لا يحسن التعامل مع الأشياء «حيّة» كانت أما «جامدة» يتحمل تبعات سوء التعامل، والاستخدام..!!
فالانفجار نهاية حتمية.. أو سلّمٌ، متهالكٌ، يرقاه من لم يدرك تهالكه..
فالزوج العربي الغاضب الذي حسم نقاشاً حاداً مع زوجته حول «الحرب في العراق».. حسمه بماذا؟؟
بقذف فنجان القهوة الساخنة في وجهها، مما استدعى إدخالها المستشفى.. حيث عانت الأمرين:
- مرّ قهوة ساخنة نتجت عنها حروق..
- ومرّ فنجان أحدث جروحاً في وجهها ربما لن تندمل..
وهناك امرار اخرى قد لانعيها «الآن» اجتاحت العديد من البيوتات العربية من جراء انفجار شحنة غضب افرزتها تحليلات القنوات الفضائية، احدثت الكثير من المشاحنات في اوساط الاسر..
يرى الاطباء النفسانيون ان مثل هذا الزوج بحاجة الى جلسات علاجية لتهدئة اعصابه!!
واتساءل: مَنْ منّا لا يحتاج لمثل هذه الجلسات العلاجية، ليس لتهدئة الاعصاب «فقط»..! بل لإخمادها من ان تثور محدثة حرائق، وانفجارات لعبوات ناسفة لغمت اجسادنا بها من حيث لا ندري..
وتظل «العبوات الناسفة» المخترعة، والمبتكرة ارحم بكثير من «عبوات ناسفة» يتمسك بها كل فرد في كيانه، ولم يزج بها احد في داخله، سواه.
انفجار..
صوت انفجار دوّى قبل ايام راح ضحيته طبيب عربي..
لا أثر لوجود ألغامٍ.. أو عبوة قابلة للانفجار..
إذاً.. ما مصدر الانفجار..؟؟
إنسان.. نعم إنسان..!!
أراد هذا الطبيب العربي ان يعبر الشارع بسيارته متجهاً الى منزله، بعد ان تم اغلاقه من قبل الباعة المتجولين الذين رفضوا اعطاء المارة حق العبور في الشارع فاحتكت سيارة الطبيب بعربة، وبضاعة احد البائعين الذي لم يتمالك اعصابه فانفجر في وجه الطبيب بيديه، وعقاله حتى أرداه قتيلاً..
فمَنْ يمتلك القدرة على إبطال مفعول عبوات ناسفة موقوتة.. أو لديه خبرة في ابطالها في جسد توشك ان تنفجر بين الفينة والأخرى؟؟!!
دماء حارة، تغلي.. وقلق يجتاحنا، بسببه نتوسد الريب، والظنون.. نلتحف الرعب.. ننتعل الارتجاف.. نمتطي الرهبة.. تتعفر وجوهنا الشاحبة بما لدينا من حذر، ليسقط قناع الحذر مفصحاً عن رعب تشكل، وتجذّر فينا..
أم مرتابة، مرتابة على ابنها.. وامرأة على زوجها.. وأخرى على اخيها.. فدماؤهم حارة تفور.. والعبوات تنتج حرارة..
يرون ان «الكبت يولّد الانفجار» فما الكبت الذي يعاني منه أولئك؟ وكيف ينتزع..؟
كم من حقائب بشرية كُبتت على أسرار تكاد تنفجر، او على قهر لا نمتلك حق إبطال مفعوله، وفصل أسلاكه الشائكة عن مؤشر الخطر..
أنفس منهارة، بسببها تهاوت اجساد بريئة، وأغصان غضّة، ودور السينما ما تزال تعرض وقائع الانفجارات.. وليس لنا سوى توخي الحذر بعيون زائغة، وسحنات عفرها القلق!!
اجتياح:-
«ليس أسوأ من شخصٍ ينعش الزهور، ثم يدعها للجفاف يُفتِتُها!!».

ص.ب 10919 الدمام 31443 فاكس 8435344-03

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved