(1)
** «قفا نبك»
من ذكرى «القدس» و«بغداد»
و«كابل» و«الجولان»..
ما مضى.. وما سيأتي..!
** قفا نأسَ.. فلن ننسى «الورود» فوق «الجماجم».. و«البلاد» بلا «عواصم»..!
** قفا ودّعا «البأس».. وانثرا «اليأس»..!
وامسحا قيم «الكفاح» برزايا «الأتراح»..!
*قِفا علّما «أولادنا كما علّمنا «والدونا» لغة «الدمع».. وبيان «القمع».. ومعاني «الجراح».. فنحن
- كما هم - أجيال الحصار والانكسار..!
** قِفا .. من أجل «غيمة» لا تمطر.. و«نبتة» لا تزهر.. و«نخلة» عربية لا تثمر..!
** قِفا نبكِ «أبا حنيفة» و«الرشيد» و«المعتصم» و«صلاح الدين».. فهذا زمن «المستعصم» و«ابن العلقمي» و«هولاكو».. وما أتعس التاريخ حين يسطره «الأراذل».. ويُعلِمه «المقهور» «للمأسور»..
فيصفق «المأجور» و«الموتور»..!
** قِفا نبك «بغداد».. لا تقعدا.. قِفا.. فالبكاء غدا سرمدا..!
** قِفا نبكِ من ذكرى العراق المزلزلِ..
** قِفا.. فالشجا يبعث الشجا:
أعينيّ جودا ولا تجمُدا
ألا تبكيان «لنهر» الندى
ألا تبكيان «الفرات» الجميل
ألا تبكيان «الغد» الأسودا..!
(2)
** أتيتُ الشام..
«أحمل قرط بغداد السبيّة..»
«....» مجروحاً على فرسٍ من النسبِ..
قصدتُ المسجد الأمويّ..
لم أعثر على أحد من العربِ..!
** أما ما وجده (مظفر النواب) الذي لا يمكن أن تتجاوز أبياته مقصّ أنبل «الرقباء» ويُجبر من يود توظيف نصوصه على الاجتزاء» والاختباء...
* ما وجده «عمُّنا مظفّر» هو:
* «جيش الروم في حلبِ..».. هل هي «نبوءة» بما سيكون..! .. ربما..!
** في «رائعة مظفر» تتوقف الكلماتُ بين «الحلق والشفتين» حيث «العِبرية» الفصحى «العبريةُ لا العربيّة» هي لغة الوداع لكل الضحايا ليضجّ الحان بالطربِ..!
** «مظفر» يكتب «جهراً» ليمنعنا من «قراءته» سراً.. وحين نهمس لأنفسنا نكتشف كم نحن مخدوعون:
** لا تصدق دعاةً بدون بنادقهم
فأنا كنتُ في تلكم المحرقة
أيها القانعون بما تحتهم وطناً
ومعالقهم ملصقة
البنادق.. ثم البنادق... ثم البنادق
والخطوة الواثقة..!
إن من يغلقون السجون على الناس
لا يفتحون على القدس أبوابها المغلقة
اقتحم واسحب السلسلة
تجد الحل جزءاً من اللغز
واللغز جزءاً من الحل والمعضلة
نفذ المهزلة..!
(3)
** لأننا جيل الهزائم فلم يعد «شكلُ» النصر أو «لونه» أو «طعمه» أو «رائحتُه» تستوقفُ «واحداً» فينا..
** نحسُّه أو نحسبه قريباً بعدما تنازل القادةُ عن الريادة «لطفل» فلسطيني لا يملك إلا روحه والحجر.. و«لامرأة» عراقية آمنت بالله والقدر.. ولشيخٍ أفغانيِّ لم يخدعه شعار التحرير.. ولم يخف من تهمة الإرهاب والتكفير..!
** أثبتت «أميركا» وربيبتُها «عصابة يهود» أنهما «نمران» من «ورق».. لكننا - في الوقت ذاته - أثبتنا أننا ورق محترق!
* سقطت «أميركا» قبل أن تسقط «بغداد»!
(4)
** في زمننا كنا نردد:
* أخي جاوز الظالمون المدى
فحق «الجهادُ» وحق الفدا
** ولم يقولوا لنا: إننا إرهابيون..!
** وفي مقرراتنا كنا نحفظ:
* أماه ليتك تسمعين.
أماه ليتك تبصرين.
أماه والمستعمرون
وخادم المستعمرين..
** ولم يشرحوا - وعرفنا - من هم «الخدم» الذين تلمعوا - فيما بعد - ليصبحوا سادة «التعايش» و«السلام»!
** وفي زمننا تجاورت شعارات.. وتنافرت شعارات.. وخاضت الأمة حروبها من لدن 1948م وحتى 2003م تحت رايات «الجيوش العربية» و«الناصريين» و«القوميين» و«البعثيين».. وفي كلِّها استقبلتنا «الهزيمة».. وودعتنا «الكرامة»..!
** وفي زمننا بقي شعارٌ.. لا يقبل «الدنيّة».. لم نحاربْ بعدُ تحت رايته..
** وببراءةٍ متناهية.. أفلا يستحق - من باب الديمقراطية فقط - أن نمنحه فرصة واحدة بعد «ستين» من السنين العجاف..!
** ارفعوا راية «الإسلام» الحقيقي النائي عن «المتاجرين» باسمه.. «المرتزقين» من رسمه..!
(5)
** في زمننا تحب الضحيةُ جلاّدها.. وتسعى «الرميّة» لراميها.. ويشكر الأسير الكسير سجّانه:
* إذا هدد المستعمرون بلاده
تراه مع المستعمرين مهدّدا
عجيب لمن يسعى لتحرير أمةٍ
ويزحف خلف الأجنبيِّ مقيّدا
ألا يا نبيّ الله أنت منارهم
ولكنهم لم يبصروا اليوم فرقدا
عصفتَ بأصنامٍ وجاءوا بمثلها
من الناس.. ما أخزى الدُّمى والتعبدا
تمردتَ حتى لا يقيموا على أذى
وقد أنكروا رغم الهوان التمردا.
** شكراً «أبا سلمى».. ففي زمننا.. الغناء للموت.. والحُداء للسقوط.. من البحر إلى البحر ومن الحصار إلى الدمار.. إلى الانهيار..!
(6)
** حكى أحد المثقفين «المغتربين» في الولايات المتحدة أنه - وقد كان حديثَ عهد بمعاناةِ قومه - أراد إلقاء محاضرة عامة يُخاطب فيها الجمهور الأميركي حول جرائم عصابات «يهود» ضد «بني أبيه»..!
** حاوره أحدهم عما سيقولُ في المحاضرة.. فأشار إلى مجازر الصهاينة في «دير ياسين» نموذجاً على «الممارسات» «الوحشية» التي ارتكبها الغزاة بحق الأبرياء من مذابح واغتيالات واستلاب وما دار في فلكها من مصطلحات إعلامية عربية..!
** سأله صاحبُه الأميركي عن أرقام ضحايا «دير ياسين».. فقدرهم «بثلاث مئة» إلى «أربع مئة» «إنسان»..!
** استلقى «الخواجةُ» على قفاه.. ونصحه بالبحث عن موضوعٍ آخر.. فماذا تعني «آحاد المئات» من الضحايا لشعب أقام امبراطوريته قبل «آحاد مئات السنين» «فقط» على «أشلاء خمسين مليون هندي أحمر من سكان أميركا الأصليين.. الذين لم يبق لهم أثر إلا في «المتاحف» و«الأفلام»..!
** قارن «ثلاث مئتك» أو «ثلاثة آلافك» أو حتى «ثلاثة ملايينك» بخمسين من ملايينهم.. وسوف تقدِّر ألا تأثير.. يمكن أن يقود إلى التغيير.. والتفت إلى ملايين «الفيتناميين» و«الكوريين» و«اليابانيين» و«الفلسطينيين» و«الأفغان» و«الصوماليين» وكل الأحرار الذين ذبحهم رعاة البقر بأيديهم أو بأيدي ربائبهم.. وستكتشف أنك كمستبضع التمر إلى خيبر..!
* هل تريد أن تُحذِّر «الجزار» من نقطة دم.. قد تتسخُ منها ثيابُه؟!!
* الدورُ على من..!
|