إسرائيل تفكر بعقلية المستعمر

ترتكب إسرائيل المذابح ضد الفلسطينيين وتصادر أراضيهم وتقيد تحركاتهم وهي ترى أن عليها أن تتدخل في شكل الحكومة التي يشكلها الفلسطينيون لتكتمل بذلك حلقة الهيمنة على رقابهم.
فقد أجاز وزير الحرب الإسرائيلي شاوول موفاز لنفسه دعوة أمريكا وأوروبا إلى الضغط على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لقبول حكومة جديدة برئاسة محمود عباس «أبومازن»..
ومن الواضح أن موفاز المتربع على واحدة من اكبر ترسانات السلاح في المنطقة وأكثرها تطوراً بات مزهواً بما يمتلكه من قوة تتيح له التدخل أينما كان وفي أي وقت شاء في أراضي الفلسطينيين ولا يرى ما يمنع أن يدس أنفه حتى في تكوين الحكومة الفلسطينية.
وفي اجواء الحرب المخيمة على كامل المنطقة بسبب العمليات العسكرية الأمريكية في العراق فإن اسرائيل تشعر أنها يمكن ايضا أن تقوم بدور مماثل وبأداء عسكري وسياسي يتناسب مع حجمها العسكري ويتزامن مع ذلك الأمريكي، حيث إن واشنطن عينت حاكماً ومن ثم فإن اسرائيل ترى أن لها كلمة في الحاكم الفلسطيني حيث انها تتصرف بعقلية المستعمر.
هذا القرب الجغرافي للعسكرية الأمريكية بكل قوتها الجوية والبحرية والبرية يشكل بالنسبة لاسرائيل حافزاً لتصعيد اعتداءاتها وتدخلاتها على خلفية العلاقة الحميمة بين واشنطن وتل أبيب.
وبينما يختلف الفلسطينيون على بعض الحقائب الوزارية فإن اسرائيل تسعى إلى النفاذ عبر هذه الخلافات من اجل تعميقها وشل حركة الفلسطينيين من الانتقال إلى ما بعد خطوة تشكيل الحكومة بل وجعل كامل الاداء الفلسطيني مرتبكاً ليسهل ضرب الصف الفلسطيني بين كل حين وآخر بينما هو يفتقر الى حكومة أو قيادة تستطيع التعامل مع تحديات إسرائيل وتسعى من اجل السلام.