النجاحات الكبرى والإنجازات التي حققتها أمانة مدينة الرياض في السنوات الأخيرة.. هي محل تقدير كل مواطن.. ذلك بأنها منجزات كبيرة لا يستهان بها.. وقد جاءت في أكثر من اتجاه.
** ويبدو لي.. أن هذه المنجزات الجديدة.. قد جاءت نتيجة جولات ميدانية ودراسة شاملة لأوضاع مدينة الرياض ولم تكن من صنع المكاتب.. فالمسئولون في الأمانة وعلى رأسهم سمو الأمين.. أعطوا جانب الجولات الميدانية أهمية كبرى.. ووقفوا بأنفسهم على كل شيء داخل هذه المدينة العملاقة.. وحددوا المشاكل ومكامن الخلل والقصور وشكل الاحتياجات.. ثم كان العمل الجاد المثمر الناجح المدروس.. الذي يلمسه ويعايشه كل من يقيم داخل هذه المدينة الكبرى.
** الرياض.. تزداد نمواً.. ليس بالسنة ولا بالشهر ولا باليوم.. بل بالساعة.
** تغيب عن حي لمدة عام.. ثم تعود له بعد عام فتضيع في داخله وكأنك لا تعرفه.. بل تكتشف عمائر وشوارع وطرقاً ومحلات وُلدت خلال عام.. بل تكتشف أنه وُلد وراء هذا الحي أحياء جديدة.. وهذا ما يجعل مسئولية الأمانة مضاعفة.. ويجعل العمل شاقاً وصعباً.. لكن الأمانة قبلت هذا التحدي وتعاملت معه بكل همة وجد ونشاط وإخلاص.. ولم تقل.. إن الرياض صارت مدناً.. ولم تقل إن الإمكانات المادية لا تسمح.. ولم تقل.. إن لدينا نقص مراقبين أو فنيين أوعمال أو خبراء.. أو إن آلياتنا قليلة.. بل عملت بكل طاقاتها وحققت ما تريد.
** اليوم.. شوارع الرياض كلها مرصوفة ومضاءة ومشجرة ومخدومة.. ولم يعد هناك شارع يشتكي من التراب.. وقبل سنوات.. كان الحي ينتظر عدة سنوات ليحفل بواحدة مما قلناه.
** بالأمس.. عندما تقام الصلاة وأنت في سيارتك تفوتك الصلاة وأنت تتلفت يميناً وشمالاً وتضطر للدخول للأحياء للبحث عن مسجد.. ولأن الوقت قصير.. فقد تفوتك الصلاة قبل حصولك على موقف بجوار أو حول المساجد.
** اليوم.. أغلب الطرق السريعة.. وأغلب الطرق العامة.. أقيم عليها مساجد.. وإذا كان المسجد غير موجود فقد سارعت الأمانة إلى فتح مداخل ومخارج تؤدي إلى المساجد بشكل يسهّل على من يسلك هذه الطرق.. الوصول إلى المسجد في وقت قصير.. وهذه نقطة مهمة.. وإنجاز كبير يجب أن يسجل للأمانة فتشكر عليه.
** وكلنا يتذكر مشاريع الأمانة الكبيرة.. لنظافة منطقة الثمامة.. ونظافة وادي حنيفة.. ونظافة الأراضي البيضاء وغيرها.
** واليوم.. الأمانة تشهد حملة جديدة على مشهد آخر مؤذٍ للغاية.. وهي الصنادق بجوار البيوت.
** صنادق بأشكال وألوان وأحجام مختلفة بجوار البيوت.. من أجل وقوف سيارات صاحب المنزل.
** صنادق تتناثر هنا وهناك تشوه الحي.. بل تحولت كل الأراضي البيضاء إلى صنادق وعشش وبوايك من أجل السيارات.. بل إن بعض السيارات واقفة منذ عدة سنوات داخل «بايكة» ويعلوها التراب.
** الأمانة اليوم.. تعلن حرباً جديدة على البوايك في الرياض.. ولن تستخدم أسلوب العقوبات والغرامات وملاحقة المخالفين.. بل تكتفي بطلب إزالتها.. ولدى الأمانة كامل الاستعداد لمساعدتك في إزالة هذه المخالفات التي شوهت وجه العاصمة.. فهل نتعاون مع الأمانة ونزيل هذه المظلات والصنادق والعشش والبوايك.. ونظهر للأمانة وللجميع.. أننا في مستوى المسئولية.. وأننا متعاونون.. وأننا نتفهم دور ورسالة الأمانة.. وأننا نشاركها هذا الدور.. وهذا الهم؟! أم أن البعض سيمارس عادته و«طْبِيْعِهْ» في المماطلة وطول اللسان واللف والدوران؟!
** هذه الصنادق والعشش والبوايك.. وُجدت بغير وجه حق.. بل إن أكثرها.. في أراض مملوكة للغير تم استغلالها بدون إذن من صاحبها.. وبالتالي.. فهذا تجاوز شرعي.. فوق أنه مخالفة للوائح وأنظمة أمانة مدينة الرياض لكنها «العادة.. والطْبِيعْ؟!!».
** نعم.. لقد اجتمعت المخالفتان: اغتصاب الأرض.. واستثمارها دون موافقة أو إذن صاحبها.. ومخالفة لوائح وأنظمة الأمانة.. فهل نسارع ونخرج من هذه المشكلة؟
** أجزم.. أن شكل ومظهر الرياض.. يهماننا جميعاً وليس الأمانة وحدها.. فالرياض.. مدينتنا كلنا وليست مدينة الأمانة.
** إنني متفائل جداً.. بأن الكثير سيسارع في التعاون مع الأمانة.. وسيهدم هذه الصنادق والعشش في أول يوم يقرأ نداء الأمانة.. ولن يحتاج إلى خطاب إشعار وخطاب إنذار وملاسنة مع المراقبين والدخول في معارك كلامية لأيام متلاحقة.. و.. اصبروا.. وأعطوني فرصة... و.... و....؟!
** إن المطلوب.. هو التعاون مع الأمانة لإنجاز هذا المشروع.. الذي يهدف للحفاظ على الوجه الجميل لعاصمتنا الجميلة.. فهل نفعل؟!.
|