لكل شيء طرفه الإنسان نقطة تحول «Turning point» لا يعد بعدها هذا الشيء كما كان عليه من قبل، وغني عن القول إن طبيعة نقطة التحول هذه تتباين من فرد لآخر ومن ثقافة لأخرى ومن زمن لزمن..، وقد تكون على وجه السلب أو الإيجاب.. النقص أو الزيادة.. الحب أو الكراهية.. الكسب أو الخسارة، وغير ذلك من هذا القبيل الكثير الكثير. وليست نقطة التحول هذه حكراً على النفس الإنسانية فقط بل إن لكل مناحي الحياة في الحقيقة نقاط تحول سواء منها السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وخلافها، بل إن للعلم ذاته نقاط تحول لا يفقهها سوى الراسخين في خبايا «البرادايم» والثورات العلمية والمعرفية التي غيرت مجريات التاريخ عبر التاريخ.
هذا وبمقدور أي شخص - بقليل من التمعن الذاتي في نقاط تحوله الذاتية - أن يلم بطبيعتها سلبية أكانت أم إيجابية، فالزواج - على سبيل المثال لا الحصر - قد يكون نقطة تحول في حياة فرد ما مثلما أن الطلاق قد يكون كذلك، وقد يمثل مجرد لقاء عابر نقطة تحول جوهرية ذات نتائج معتبرة، كذلك فقد تلم مصيبة ما بإنسان ما فتضحى نقطة تحول جوهرية في حياته.. كأن تخرجه بعِبَرِها من الظلمة إلى النور، أو من الفقر إلى الثراء، أو من المرض إلى الصحة، أو من الكآبة إلى السعادة.. بل كم من مصيبة ألمت بحياة قوم فصارت بمثابة نقطة تحول إيجابية في حيوات أقوام وأقوام، ومثل ذلك بالتشبيه الفشل الذي قد يفضي إلى النجاح الباهر، والعسر الذي قد يعقبه اليسر، والانفجار الذي قد يتمخض عنه الانفراج وغير ذلك من مثل ذلك.
ختامها مضمونها: من الممكن أنك عايشت نقاط تحول جوهرية في حياتك بل قد تكون في خضم احداها اللحظة هذه، عليه فعليك بالتذكر أنه ليس لك - ختامها مضمونها: من الممكن أنك عايشت نقاط تحول جوهرية في حياتك بل قد تكون في خضم احداها اللحظة هذه، عليه فعليك بالتذكر أنه ليس لك - بعد -- بذلك قصارى جهدك -- سوى الركون إلى ركن إيمانك: تسليمك بالقضاء خيره وشره، فإن كان خيراً فلتحمد الله وإن كان غير ذلك فلتنهل من معين الصبر احتساباً ورجاء: فكم من نقطة تحول بدأت بنذر الشر لتنقلب - بفضل مقلب القلوب والأبصار - إلى بشائر خير وبركة.. ويكفيك في هذا المنحى قول كافيك سبحانه في محكم كتابه: {وّعّسّى" أّن تّكًرّهٍوا شّيًئْا وّهٍوّ خّيًرِ لَّكٍمً} الآية.
|