|
|
حين نتحدث عن التعليم وتاريخه منذ تأسيس المملكة وحتى اليوم فإننا لا نتحدث عن ولادة تعليم، ولكننا نتحدث عن مرحلة وتحول، ذاك أن أرض المملكة الطيبة وثراها الحي كان موئلاً للعلم وطلابه ومنارة يتقصدها الكثير من الناس، سيما ما كان في المعتقد ولم يكن من باب المصادفة أن ينصر الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب الإمام محمد بن سعود رحمهما الله إذ كان حب الدين وأهله أمراً راسخاً في هذه الأرض وأهلها.. كما لم يكن من المصادفة - أيضاً - أن تتكرر التجربة أكثر من مرة ليكون المؤسس الإمام الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه يهتدي بنور من دعوة الإمام المجدد.. فكان العلم قريناً لتوحيد الدولة.. ولم تكن أرض لتنضم إلى هذا الكيان المبارك إلا ويدخلها العلم والخير.. فكان أن توحدت المملكة تحت راية لا إله إلا الله قولاً وعملاً واتباعاً.. وعلى هذا فإنك لا ترى مفصلاً مهماً في تاريخ التعليم في كل أرض من وطننا الكبير إلا وتعد بداية تعليمية وبداية نمو وعصره الجديد منذ كان منضوياً تحت هذه الراية.. كان التعليم خياراً استراتيجياً ومصيرياً في زمن انحسرت فيه قوة الجهل على الرغم من أنه يحتاج إلى مواجهة وعزم وحزم. فأخذت الدولة على عاتقها وأقسمت يمينها البر أن تبذل ما وهبها الله من قوة ومال في هذا التوجه، فبعد أن كانت المدارس تعد على أصابع اليد الواحدة أصبحت لا تحصيها كثرة.. وتنوعاً.. ثم صارت عجلة التعليم تسابق الزمن وكان هم التطوير والبحث عن الأفضل هو اهتمام الدولة الأول. وبدأ التعليم الجامعي والعالي وسبق ذلك بوقت طويل الابتعاث من أجل بناء الدولة الحديثة القادرة على الوفاء بمتطلبات الدولة المدنية والمحافظة - في الوقت نفسه - على أصولها وثوابتها معتقداً وعبادة وسلوكاً.. فكان أن صاغت نظرية تعليمية عزَّ نظيرها واكبت التطوير والمعاصرة وأبقت على الأصالة والتراث نقياً صافياً. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |