* الرياض عبدالعزيز القراري:
تحدث ممثلو النازحين العراقيين إلى ايران والبالغ عددهم 30 ألف شخص إلى موظفي مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الخميس الماضي انهم ليسوا عازمين حتى اللحظة على عبور الحدود إلى ايران لكنهم بحاجة إلى مساعدة إنسانية. وقالوا: ان قرابة 80 بالمائة منهم من الأكراد.
وهؤلاء النازحون فروا من بغداد والناصرية في أعقاب الفوضى التي عمت المدن، ويخطط مستشار أمني تابع للمفوضية برفقة موظفين من وكالات الإغاثة الأخرى للتوجه إلى بلدة بدرة الواقعة على بعد 16 كيلومتراً من الحدود الايرانية لإجراء تقييم لأوضاع المنطقة.
وفي حال تبين من خلال زيارة بعثة الأمم المتحدة ان الوضع مستقر في بدرة، فعندئذ سوف يقوم عمال الإغاثة التابعون لعدد من الوكالات من ضمنها اليونيسف وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الهجرة الدولية ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة بالتوجه إلى بدرة لتحديد نوع المساعدة التي يحتاجها الآلاف من النازحين العراقيين. وسوف يتم إرسال مواد الإغاثة من مخازن المفوضية في مدينة كرمانشاه الايرانية إلى بدرة لمساعدة آلاف العراقيين الذين وصلوا إلى المنطقة منذ أسبوع.
ولدى لقائهم مع العراقيين على الحدود الأسبوع الماضي، شاهد موظفو المفوضية مواد إغاثة تنقل إلى النازحين عند بلدة بدرة العراقية الحدودية بما فيها 2000 علبة من الخبز تحتوي كل منها على 70 رغيفا و7000 علبة من البقوليات و500 كيلو من التمر. كما كان هناك أربعة صهاريج مياه تستعد للتوجه إلى بدرة.
وقد زارت وكالة أطباء العالم الكندية النازحين العراقيين في بدرة السبت الماضي بعد عبورهم الحدود الايرانية الا أنهم لم يستطيعوا الحصول على صورة واضحة لعدد الأشخاص الموجودين في المخيمات نظرا لزيارتهم القصيرة مع المسؤولين الايرانيين لكنهم قالوا: ان كل من قابلوه كان يطلب الماء والغذاء. وقال فريق تابع لهذه الوكالة ان المستشفى في بدرة يعج بالمرضى ولم يكن واضحاً فيما اذا كانوا جرحى أم مرضى.
وذكر الكثير من النازحين العراقيين المتواجدين في بدرة انهم يفكرون في العودة إلى مناطقهم على الرغم من ان نصف المجموعة قد بدا عليها التردد في العودة إلى منازلهم نظراً لمخاوف تتمثل في حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي تشهدها أجزاء من العراق.
وعلى الجانب الغربي من الحدود العراقية عند معبر الكرامة الحدودي مع الأردن يعيش أكثر من 90 شخصا في ظروف صعبة تعصف بها الرياح. ومن بين هؤلاء العالقين في الأرض المحايدة التي تفصل الحدود الأردنية عن العراقية سبعة لاجئين عراقيين بما فيهم رجل ينتظر الدخول إلى الأردن منذ أكثر من أسبوع. كما يوجد رجل آخر مع اثنين من أبنائه في المنطقة المحايدة بانتظار السماح له بالعبور إلى الأردن منذ السابع من هذا الشهر بعد فراره من العراق اثر تعرض زوجته وأحد أبنائه للقتل خلال القصف على العراق.
وتسعى المفوضية للحصول على اذن من الحكومة الأردنية للوصول إلى النازحين الموجودين على الحدود بالقرب من مخيم الرويشد بشكل مؤقت لكنها لم تستلم أي رد حتى الآن، وقد أقامت المفوضية وجوداً على مدى 24 ساعة عند الحدود لمراقبة الوضع الإنساني لعشرات الأشخاص المنتظرين هناك.
وتحتاج المنطقة المحايدة عند نقطة الكرامة لظروف أفضل لإيواء اللاجئين على المدى الطويل رغم انه تم نصب الخيام من قبل المفوضية وجمعية الهلال الأحمر، وقد أدخلت الأردن حتى الآن ستة لاجئين عراقيين منذ بدء الحرب في 20 مارس كما يوجد أربعة فلسطينيين في المنطقة المحايدة يبحثون عن الأمن والحماية عن طريق اللجوء إلى الأردن.
وتبلغ أكبر مجموعة من اللاجئين الموجودة في معبر الكرامة الحدودي أكثر من 70 ايرانيا من الرجال والنساء ويبدو انهم لاجئون معترف بهم، ومن حملة الوثائق الفرنسية والألمانية والكندية والأمريكية وبلدان أخرى ويقولون: انهم يريدون العودة إلى البلدان التي منحتهم وضع اللجوء في الأساس.
ويبلغ مجموع اللاجئين العراقيين في سورية 158 شخصا بما فيهم 91 لاجئا في مخيم الحول التابع للمفوضية الواقع في الشمال الشرقي من سورية و67 عراقيا وصلوا حديثاً إلى مخيم البوكمال المؤقت.
وتخطط منظمة الهجرة الدولية التي تعنى بأمور النقل لبدء نقل حوالي 67 لاجئا جديدا من مركز البوكمال المؤقت الى مخيم الحول للاجئين. كما يوجد 390 ايرانياً عند معبر البوكمال الحدودي مع العراق وهو مشابه للمجموعة العالقة على الحدود الأردنية مع العراق وهم يريدون أيضا الدخول الى سورية ومن ثم العودة الى البلدان التي منحتهم حق اللجوء في أواخر السبعينات وأواخر الثمانينات.
|