* أبها أمل القحطاني:
تقوم مكاتب الدعوة والإرشاد ومؤسسة الحرمين الخيرية والندوة العالمية للشباب الإسلامي وهيئة الإغاثة بالدور الرائد المتميز في الدعوة وإقامة الدروس الشرعية لمختلف فئات النساء.. كما تقوم بدور رائد في الدعوة لطالبات المدارس والكليات..
«الجزيرة» قامت بجولة على عدد من دور التحفيظ والمؤسسات الإسلامية.. وطرحت التساؤل الآتي على عدد من الاخوات.. «لماذا تعزف فتياتنا عن مثل هذه الدروس والمحاضرات ولا نرى الفتيات بشكل واضح فيها»؟ فكانت الإجابات والايضاحات التالية..
المغريات وغياب القدوة
الأخت «م.ن» من مؤسسة الحرمين الخيرية ترى ان عزوف الفتيات عن المحاضرات والدروس الشرعية سيصبح ظاهرة طبيعية في ظل انتشار الفضائيات ومغريات العصر الأخرى كالإنترنت وخاصة إذا استخدمت هذه التقنيات بشكل غير صحيح يصرفهن عن توجهاتهن الإسلامية.
وتقول «ف.س» من دور تحفيظ القرآن الكريم: إن انشغال الفتيات بأمور الدنيا واهتمامهن بقصات الشعر وآخر ما توصلت إليه الموضة من أزياء حديثة هو ما جعلهن يبتعدن عن دور التحفيظ وحلقات الذكر والدروس الشرعية كما ان عدم تشجيع بعض الأهالي لبناتهن يساعد على عدم اهتمام الفتيات بهذا المجال.
أما الأخت «أ.ع» من الندوة العالمية للشباب الإسلامي فترى ان عدم وجود القدوة الحسنة في المنزل للفتاة وعدم الرغبة في التعلم وخاصة العلم الشرعي هو ما جعل الفتيات يغفلن عن مثل هذه الدروس والمحاضرات الشرعية.
وتؤكد «أم عبدالله» من دور تحفيظ القرآن الكريم ان الحديث والكلام في أمور لا فائدة منها والاهتمام بزيارة الصديقات والحرص على مقابلتهن بشكل دائم.. هو ما جعل الفتيات يعزفن عن مثل هذه المحاضرات المفيدة التي تنفع الفتاة لتصبح أماً صالحة قادرة على تربية أجيال نافعة للدين والوطن.
وتقول الأخت «فاطمة» من كلية التربية: إننا نلقي محاضرات ونعقد ندوات ودروسا شرعية داخل مصلى الكلية ولكننا نعاني من المشكلة ذاتها حيث نجد جفوة من عدد كبير من الطالبات ولا ندري ما هو السبب الحقيقي وراء هذا الاختفاء، وقد تعلل بعض الطالبات عدم حضورها بالتعب والارهاق بعد المحاضرات الدراسية.. بالتالي لا تستطيع ان تحضر هذه الدروس الشرعية داخل مصلى الكلية، أما بعضهن فقد تعلل عدم حضورها بالضيق والازدحام داخل المصلى.. وهذا مبرر غير صحيح، وأخريات يُعللن عدم الحضور لأن المواضيع المطروحة مكررة فهي اما عن الحجاب أو الصلاة.
وفي الحقيقة ان بعض الطالبات لا يحضرن هذه الدروس الشرعية لأنه لا توجد لديهن رغبة أو عزيمة للاستفادة والحضور وتعلم أمور الدين وما يتعلق بحياتنا اليومية.
وتقول «عبير» طالبة جامعية: إن عزوف اكثر الطالبات عن هذه الدروس والندوات الشرعية بسبب تأثير صديقاتهن عليهن فالصديقة لا تشجع صديقتها أو تحمسها للحضور بل تجعلها تصد عن هذه الدروس أكثر وأكثر.. وأعرف كثيرا من الطالبات عندما يُردن ان يحضرن هذه المحاضرات تقول لهن زميلاتهن «هذه فرصة نجلس مع بعض ونسولف في الكلية بعدين نحضر» ولا تجعلها تحضر هذه الدروس وتستفيد منها.
* الأخت «نورة» من دور التحفيظ.. تقول: في كثير من المحاضرات والدروس الشرعية لا أرى الفتيات بشكل واضح جداً كما هو الحال بالنسبة للسيدات وخاصة الكبيرات فهن يحرصن على الحضور والاستفادة أكثر من الشابات.
التشويق والجذب
* المعلمة «نادية محمد» تقول: أعتقد ان عزوف الفتيات عن الدروس الشرعية له أسباب كثيرة ومختلفة من فتاة إلى أخرى لا يمكن حصرها، ولكننا يجب ان لا نقف مكتوفي الأيدي أمام انتشار هذه الظاهرة فمن الواجب على الجهات المنظمة لهذه الدروس تنويع المواضيع وطرح ما يناسب الفتيات وما يهمهن من أمور في الدين والدنيا كذلك استخدام وسائل عرض منوعة كأشرطة الفيديو والبروجكتور إضافة إلى أساليب الإعلان المشوقة وتنظيم مسابقات ضمن هذه الدروس وادخال أجواء السعادة والفكاهة عليها.
كما يجب ان لا تكون هذه الدروس بصيغة الأمر والترهيب فقط.. بل تكون في صيغة الترغيب المحبب إلى النفس وبشكل جميل حتى يتقبل الجميع ونسأل الله الهداية والصلاح لشباب وشابات هذه الأمة.
أما المعلمة.. «صالحة عسيري» فتؤكد ان النصيحة والدعوة لهذه الدروس بشكل صحيح سيحل كثيرا هذه المشكلة، كأن تنصح الصديقة صديقتها بحضور هذه الدروس، أو تدعو الجارة جارتها إلى هذه الندوات والدورات النافعة والمفيدة فالدال على الخير كفاعله، أو إذا ذهبت فتاة إلى هذه الدروس تقول لصديقاتها لقد حضرت ندوة أو درسا رائعا ومفيدا جداً فما رأيكن ان تحضرن معي المرة القادمة، وهكذا ولكن يجب ان لا نهمل عنصر الجذب والترغيب واسلوب الطرح وحسن الخطاب ولباقته.. فمازال الخير في الناس.. وخاصة في هذه الأمة.. يقول تعالى: {كٍنتٍمً خّيًرّ أٍمَّةُ أٍخًرٌجّتً لٌلنَّاسٌ تّأًمٍرٍونّ بٌالًمّعًرٍوفٌ وّتّنًهّوًنّ عّنٌ المٍنكّرٌ وّتٍؤًمٌنٍونّ بٌاللَّهٌ} .
|