يعتقد الكثيرون ان استخدام الكمبيوتر في جراحات التجميل يسهل إجراء العملية ويعطي نتائج مسبقة يمكن بعدها للمريض أن يتخذ قراراً بإجراء العملية أم لا. قد يكون هذا الانطباع صحيحاً عند التعامل مع المواد الصلبة التي تم تشكيلها بالقياسات والزوايا كما هو مستخدم في الهندسة الا أن الطب وخاصة الجراحة التجميلية تختلف تماماً فالكمبيوتر ما هو الا أداة يستخدمها الطبيب أو مساعده لتسهيل إجراء العملية وتوضيح الأمور التالية:
توضيح موقع العملية وذلك بأخذ صور رقمية باتجاهات مختلفة وحفظها.
التخطيط للعملية وتحديد موقع الندبة والمناطق التي سيتم تعديلها.
متابعة النتائج وتحديد الفروقات حيث يمكن للمريض والطبيب متابعة التغيرات التدريجية.
حفظ البيانات المتعلقة بحالة المريض الصحية.
أما استخدام الكمبيوتر لتحديد الشكل المتوقع بعد العملية فان ذلك غير دقيق حيث إن الكمبيوتر في هذه الحالة يستخدم كأداة رسم يمكن بها تغيير الشكل بالكامل وذلك لما يعطيه من مرونة كبيرة غير ان الواقع يختلف عن ذلك تماماً فهناك عوامل كثيرة لا يمكن للكمبيوتر ان يوضحها. من ذلك:
التعامل مع أنسجة مختلفة من جلد وغضاريف وعظام وأوردة وشرايين وأعصاب وكل هذه تتفاعل بطريقة مختلفة عن الجلد ولا يمكن إجراء تغييرات كبيرة بها كما ان كلاً منها تتفاعل بطريقة مختلفة عن الأخرى.
التورم والكدمات التي تحصل مع جميع العمليات الجراحية لا تظهر على الكمبيوتر.
عوامل الصحة العامة وتأثيرها على موقع العملية فالتدخين والسكر مثلا يعيقان التئام الجروح مما لا يظهر على الكمبيوتر.
طريقة التئام الجروح من ظهور ندبات عريضة أو غليظة والتي تتحكم بها طبيعة بشرة الشخص فالتعديلات التي تتم بالكمبيوتر لا تترك آثاراً على الإطلاق.
نظرا لهذا كله فإن استخدام الكمبيوتر لتغيير الشكل وإظهار النتيجة المتوقعة مسبقاً لا يطابق الواقع وبالتالي فإنه قد يعطي المريض صورة خيالية غير حقيقية عن النتيجة مما قد يؤدي الى الاحباط وبالتالي عدم الرضا عن النتائج، لذلك فان دور الكمبيوتر يتركز في التخطيط للعملية وليس لإعطاء نتائج نهائية متوقعة بعد العملية.
|