|
|
بينما تفشل أمريكا في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق تحكم قبضتها جيدا على النفط وآبار النفط ولكن أحدا عاقلاً لا يستغرب ذلك فهو هدفها الأول والأساسي لتلك الحرب وأحدا عاقلاً لا يصدق بأن أمريكا وشريكتها بريطانيا يجهلان مصير القيادة العراقية السابقة وأتباعها، ولكن هما يريدان إبقاء الأمر غامضاً، وبالرغم من أنهما مطالبتان أمام العالم بإظهار أسلحة الدمار الشامل التي خاضوا الحرب من أجلها، ويبدوان في وضع حرج للغاية أمام العالم، فهما لم يقدما الدليل على أن العراق يمتلك تلك الأسلحة للآن، ولن يستطيعا إثبات ذلك في المستقبل لأن العراق بالفعل لا يمتلك مثل تلك الأسلحة وقد كان واضحاً في التقرير النهائي لبليكس والبرادعي، إلا أن تبجحهما فاق الخيال، وبدؤوا في تلفيق تهم مماثلة لسوريا، فلقد ذكرت في مقالات سابقة هناك تهم جاهزة تلقى جزافاً لخدمة المخطط الصهيوني، منها مصطلح «الإرهاب» الذي يخضع دائماً للأدلة السرية، و«أسلحة الدمار الشامل»، والآن تتهم سوريا بدعم الإرهاب والرغبة في امتلاك أسلحة دمار شامل، فأن ترغب دولة في امتلاك سلاح دمار شامل تصبح مدانة ومهددة بإعلان حرب عليها لمجرد رغبتها في ذلك كما تزعم أمريكا وبريطانيا فهما مطلعتان على النوايا ويحاسبان الدول على الرغبات والنوايا، بينما من يمتلكها بالفعل يقيموا له ألف حساب مثل اسرائيل، ويتبعوا معها جميع السبل الدبلوماسية للتفاهم والوصول إلى حلول دبلوماسية مثل كوريا الشمالية والعالم مليء بالدول التي تمتلك أسلحة دمار شامل وأولها وأكثرها أمريكا نفسها وهي أكثر من استعملها. تشير مجلة النيوزويك في عددها ليوم 10/3/2003م ان بوش ومن يلتفوا حوله هم من أنصار المدلول المسيحي التبشيري، وتبرهن المجلة على ذلك بأن قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م تمكن الطالبان في أفغانستان القبض على أعداد كبيرة من الأمريكيين يقومون بالتبشير للمسيحية وبجمع الأفغان الفقراء وإغرائهم عن طريق إيحائهم بأنهم يقدمون لهم حلولاً ومساعدات إنسانية ليعتنقوا المسيحية.. وما قامت به إدارة بوش بتخصيص 15 مليار دولار لمكافحة الأيدز في افريقيا كان ضمن برنامج يحمل مضموناً تبشيرياً أيضا فلقد أشارت النيوزويك صراحة بأن حلفاء بوش من الحركة الإنجيلية يطمحون إلى استعمال تلك الأموال في نشر المسيحية في افريقيا تحت غطاء محاربة الأيدز والمساعدات الإنسانية وان أنصار بوش من الإنجيليين يأملون ان تكون الحرب على العراق كذلك وفاتحة للتبشير ونشر المسيحية،وتقول النيوزويك في نفس العدد ان موقع القس بيلي غراهام على الإنترنت وهو الأب الروحي للرئيس بوش يتزعم تلك الفكرة ويشرحها تحت عنوان «الجوع الروحي في العراق في الوقت الحاضر».. ويقوم الرئيس بوش إلى اعتماد البرامج الاقتصادية والاجتماعية التي ترسخ الدين المسيحي في المجتمع الأمريكي وفي العالم وتدلل المجلة على ذلك بتخصيصه بنداً من الميزانية لتمويل المؤسسات التربوية والاجتماعية الدينية فقط من كنائس ومدارس دينية وغيرها، التي تعد سابقة في تاريخ الولايات المتحدة التي يعتبرها الكثيرون بداية النهاية للموقف الحيادي من الدين الذي يلزم به الدستور الأمريكي الحكومة، وتشير الجريدة إلى الكتاب الجديد للكاتب الأمريكي الكبير «بوب ووداوارد» الذي يحمل عنوان «بوش في الحرب Bush at War» الذي يروي فيه قصة لبوش تبرهن على تقديسه للدولة العبرية يذكر الكاتب في كتابه هذا إحدى مقابلاته مع بوش، إذ روى له بوش عن قصة حدثت بينه وبين الرئيس الروسي، بأنه عند اللقاء الأول بين بوش والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم 19/6/2001م أراد بوتين أن يبدأ الكلام فاستوقفه بوش قائلاً: لقد استوقفني أنك تضع صليباً فقال له بوتين نعم انه من والدتي فسأله بوش هل باركت الصليب مسبقاً في تراب اسرائيل المقدس؟ فلم يجب بوتين، ثم قال بوش لبوتين استغرب حملك للصيب وأنت شيوعي وضابط في «الكي جي بي» فلم يجب بوتين أيضا وبدأ يتحدث عن الموضوع الذي اجتمعا من أجله وهو ديون روسيا.. ويقول الكاتب ان بوش قال له ، بينما بوتين يتحدث عن الديون، كنت أفكر في موضوع الصليب لأعرف أكثر هذا الرجل ..... «نشرت هذه القصة في صفحة 119، 120 في كتاب، بوش في الحرب» وتذكر النيوزويك في العدد نفسه ان مستشاري الرئيس بوش يدركون ان العديد من الأمريكيين وكثيرين عبر العالم يعتبرون بوش رجل أعمته معتقداته.. عن فهم تعقيدات العالم المحيط به كما يجب، فيقول مساعدوه ان معتقداته المسيحية المتأججة تحت السطح تمنحه قوة وعزماً، لكنها لا تعينه على فهم السياسات اللازم اتباعها على حد ما نشر في النيوزويك 10/3/2003م كما تضيف المجلة بأن عمى بوش عن رؤية الآثار السلبية التي قد تنتج عن حرب ضد العراق، التي من أولها: سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين العراقيين والعسكريين الأمريكيين في القتال وثانيها: مزيد من الهجمات داخل أمريكا وعلى رعاياها ومنشآتها في الخارج أيضا. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |