Monday 21st april,2003 11162العدد الأثنين 19 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بصراحة بصراحة
يقال.. في الصحافة الأمريكية (1/3)
لبنى وجدي الطحلاوي

لايمكن للصحافة الأمريكية ورموزها من الأقلام الشهيرة التي تدعي أنها حرة ان تقف موقف المتفرج حيال الممارسات الأمريكية وخاصة في العالم العربي والإسلامي، ولايمكن للمثقفين الأمريكيين الشرفاء ان يلتزموا الصمت حيال تلك الممارسات، ولذلك، نحن في حاجة لأن نسلط الضوء على بعض من أهم ماينشر وبشكل يومي الآن في الصحافة الأمريكية وبأقلام أبرز الشخصيات في أمريكا.. فلقد أعدت مجلة (نيوز ويك) ملفا يتضمن سلسلة من المقالات شارك فيها أكبر الكتاب والمحللين السياسيين وأبرز الشخصيات الدينية والسياسية في أمريكا أمثال (القس فريتس ريتش) تحت عنوان (بوش.. طغيان الحماس الديني ضد الإسلام على البصيرة السياسية) و(هاوارد فاينمان) أحد أبرز كتاب مجلة نيوز ويك تحت عنوان (بوش والرب) والبروفسور الأمريكي (مارتن مارتي) وهو قسيس في نفس الوقت واستاذ بجامعة شيكاغو وكان يترأس الجمعية التاريخية الكاثوليكية في أمريكا سابقاً، تحت عنوان (خطيئة التكبر..) كما يشارك أشهر كتاب نيوزويك (كينيث وودارد) تحت عنوان (البيت الأبيض.. انجيل على نهر البوتوماك) بدأت المجلة في نشرها منذ يوم 10/مارس/2003م والتي يقول عنها القس فريتس بأنها كتبت جميعها بدماء العرب والمسلمين..
ويشرح ذلك بأن بوش ركب موجة الأصولية البروتستنتية المتطرفة التي تؤمن بالمشروع الصهيوني وبكافة معتقداته وبمقولته الشهيرة (إن دولة اسرائيل الحالية هي الإنجاز الأخير للمشروع الإلهي من أجل عصر ديني) وهو بذلك يقود أمريكا إلى مغامرة يطغى فيها الحماس الديني المعادي للإسلام على البصيرة السياسية، ويتجلى ذلك في حماسه لمحاربة الإسلام والتبني تماما لكافة المعتقدات الصهيونية.
كما بدأت صحيفة (الواشنطن بوست) بتاريخ 2/مارس/2003م بنشر مقالات للقس (فريتس ريتش) أيضا الأول بعنوان (عن الرب والإنسان في المكتب البيضاوي) والثاني بعنوان (إنه الإحساس بالتاريخ والمصير) بتاريخ 9/مارس/2003م.. ونشرت الواشنطن بوست والنيوز ويك تعليقا على مانشر بهذا الصدد، ووصفوه بأنه كان تحليلا عميقا وموضوعيا تناول المنطق الداخلي الفلسفي لعقلية بوش، ومعتقداته الدينية، بكل أبعاد ذلك وآثارها السلبية على أمريكا بلدا.. وعلى المسيحية دينا..
يقول القسيس (فريتس ريتش) بأن سياسة بوش ذات رؤية دينية متحمسة ضد الإسلام دون أدنى اعتبار للمصالح البعيدة المدى للأمة الأمريكية مع المسلمين في العالم ودون أدنى اعتبار لمطالب الضمائر الإنسانية والذي بات العربي والمسلم ترسم بدمائه على وجه صحرائه خرائط أعدتها الأصولية المسيحية الصهيونية المتحدة.. ويقول الكاتب ان مجموعة «ريتشارد بيرل» وزملائه في «معهد الاستراتيجيات المتقدمة والدراسات السياسية» هم أصل فكرة غزو العراق.. فلقد أعد فريق عمل مكون من مثقفي اليهود الأمريكيين يتزعمهم ريتشارد بيرل ملفا يتضمن دراسة تحمل عنوان «الاستراتيجية الاسرائيلية إلى العام 2000م» قدموه أولا إلى بنيامين نتنياهو فور فوزه في الانتخابات الاسرائيلية، ودعوا إلى دفع أمريكا لغزو العراق باعتبار ذلك جزءا محوريا من الاستراتيجية الاسرائيلية لاستمرار التفوق العسكري والاستراتيجي لها على الأمد البعيد، كما دعوا إلى انتهاج سياسة هجومية عدائية ضد الفلسطينيين والتخلي عن فكرة (السلام الشامل) لصالح فكرة «السلام القائم على ميزان القوى» ويعلق الكاتب على ذلك.. بانه فيما يتعلق بالفلسطينيين فلقد دخل منذ وقت حيز التنفيذ والآن مايتعلق بالعراق من تلك الوثيقة قد أوشك على التطبيق.. ويقول الكاتب ان ريتشارد بيرل الذي ترأس الفريق المعد لذلك الملف يعمل عضوا في مجلس إدارة «المعهد اليهودي لدراسات الأمن القومي» ومديرا لصحيفة «الجروسالم بوست» الاسرائيلية والأهم والأغرب أنه يترأس اليوم «مجلس سياسات الدفاع» في الولايات المتحدة الأمريكية، ويعمل مستشاراً لوزير الدفاع الأمريكي «دونالد رامسفيلد» مع العديد من اليهود الأمريكيين المحيطين بوزير الدفاع الأمريكي وليس أقلهم شأنا نائب الوزير (بول ولفويتز).. ولقد عرضت قناة CNN منذ أيام لقاء على فضائيتها مع ريتشارد بيرل وقدمته باعتباره الرجل صاحب فكرة غزو العراق كما يربط الكاتب بين ذلك البحث وبين البحث المقدم من (إفرايم كام) من «مركز جافي للدراسات الاستراتيجية» بجامعة تل أبيب الذي يقول فيه لا مجال للشك بأن إسرائيل هي صاحبة المصلحة الأولى والأخيرة في غزو العراق والذي نشر في شهر فبراير الماضي تحت عنوان «صبيحة ما بعد صدام».
كما يشرح القسيس فريتس ريتش، في مقاله «جناية الدين والسياسة في تفكير الرئيس بوش» بأن اليمين المسيحي الذي ينتمي إليه جورج بوش يؤمن بأن إسرائيل مشروع إلهي، ومحطة تاريخية لازمة لعودة المسيح وان جميع رجال الدين الأقوياء الذين يقفون وراء بوش ويمثلون القاعدة الانتخابية للحزب الجمهوري معروفون بولائهم لاسرائيل في عقائدهم ومشاعرهم، وهذا المعتقد الديني الراسخ هو مايجعل رجلا مثل بوش يتبنى الخطة الإسرائيلية لغزو العراق، حتى لو أدى ذلك لإشعال الحرب مع العالم الإسلامي، وانهيار العلاقات التاريخية مع أوروبا، وعزل بلاده سياسيا... وللمقال بقية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved