حين يتطلع المرء إلى سماء الخير الواسعة فإنه أول ما يجتذب بصره هو تلك السحابة الكبيرة التي لا يتوقف مطرها عن الهطول، تحكي كل قطرة منه قصة عمل خيري، يحمل اسم عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود، إنها سحابته التي لم يتوقف مطرها يوماً عن الهطول، وامتدت قطعها حتى غطت حدود المملكة لتصل إلى كل مكان يحتاج إلى البسمة، وسقي بذور الأمل في النفوس المثقلة بهموم العوز والحاجة، إنها سحابة بيضاء كبياض رجل آمن بأن البذل والعطاء هو خير وسيلة لشكر الله عز وجل على ما أنعم به عليه وجاد.
وتأتي زيارة أميرنا الغالي عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز عضو مجلس الوزراء لمحافظة المجمعة التي تمت أمس في إطار التواصل بين القيادة والمواطنين بين الحين والآخر لتفقد أحوالهم ومشاكلهم وهموهم.. وهي استمرار لزيارته لعدد من المحافظات لتحكي عن عادة حسنة للأسرة المالكة لتفقد أحوال المواطنين عن قرب وتلمس همومهم واحتياجاتهم من المشاريع الخدمية والخيرية والإنمائية التي تحتاجها مناطقهم.
لقد قيَّض الله تعالى لهذه البلاد قيادة استطاعت أن تجمع القلوب وتختصر المسافات بين العقول فصار الوطن مزيجاً من علاقة متميزة فريدة انصهرت فيها الأفكار لتوجد في النهاية وطناً مميزاً شكَّل علامة فارقة لخارطة هذا الوطن وقدَّم مثلاً حيَّاً على ما يمكن للإدارة الواعية أن تصنعه في وحدة القلوب وامتزاج التراب بين مناطق هذا الوطن مما يجعلنا نتذكَّر معجزة الملك العظيم عبدالعزيز بن عبدالرحمن في توحيد هذه الجزيرة.. ولعلي أتذكر هنا حينما أمر الملك عبدالعزيز بأن يكون هناك هيئة تعليمية متنقلة بالسيارات تجوب الصحاري لتعليم أبناء البادية، حيث كانت رغبة جلالته رحمه الله بأن يكون أبناء البادية والحاضرة في تعليم متساوٍ.. وهذه السياسة الحكيمة نقطف ثمراتها في هذا الوقت الذي أسس تعليمه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله عندما كان أول وزير للمعارف.
كما قيَّض الله سبحانه وتعالى لهذه القيادة شعباً أصيلاً يمتلك مقومات الإيمان بمستقبله والعمل على النهوض بمسؤولياته والقيام بواجباته والوفاء بالتزاماته تجاه نفسه ووطنه وقيادته.وبلا شك فالأمير عبدالعزيز تربى في بيت علم وتربية وخلق ووفاء.. ومن سلالة ملوك لذا فلا يستغرب على سموه زيارته الحميمية إلى محافظات ومدن المملكة.
فالحمد لله الذي أنعم على هذه البلاد بنعمٍ كثيرة جعلها بلداً مستقراً آمناً ينعم بالرخاء ليكون المنارة الإسلامية العربية التي لا تدخر وسعاً في القيام بواجباتها تجاه شعبها وأمتيها الإسلامية والعربية، وتجاه واجبها الأسمى في رعاية الحرمين الشريفين ورفع راية التوحيد عالياً منذ بزوغ فجرها.. فمرحباً بسموه من معلِّم قديم يقدِّر كل عمل إنساني من قادة هذا الوطن الذين ترتبط فيهم نزعة الوفاء لهذا الوطن وأهله.
حفظ الله لهذا الوطن وأهله ملك هذه البلاد وراعي نهضتها وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
|