Monday 21st april,2003 11162العدد الأثنين 19 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
الأحياء القديمة.. و«قَطُو الحطب..!!».
عبدالرحمن بن سعد السماري

مدينة الرياض.. مدينة تاريخية قديمة.. ضمت في أحشائها مدناً ذات تاريخ عريق.. مثل منفوحة ومنطقة جنوب الرياض وكذا الجنوب الغربي.. وكلنا يتذكر أحياء الرياض القديمة.
** لكن الرياض.. زحفت سكنياً شرقاً وغرباً وشمالاً بدرجات متفاوتة.. فقد كان الزحف الشمالي.. هو الأكثر بدون منافسة.. وما زالت الرياض تزحف شمالاً بطريقة لافتة للنظر.. فيما يأتي الشرق في الدرجة الثانية.. ثم الغرب ثم الجنوب بدرجة بطيئة.. لأن الزحف الجنوبي جاء زحفاً صناعياً.. وتحولت منطقة الجنوب إلى منطقة منتجة.. حيث تضم أضخم المناطق الصناعية.. فالرياض.. زحفت في كل اتجاه.. سواء كان ذلك الزحف سكنياً أو صناعياً.. المهم.. أن الرياض غدت أكثر من مدينة.
** ما أعنيه هنا.. هو أن الرياض تزحف وقد تركت خلفها أحياء وحارات كاملة هُجرت.. فاستلمتها العمالة الأجنبية.. أو بقيت خالية موحشة.. وتنحصر هذه المناطق تحديداً في الرياض القديمة المحدودة بطريق الخرج شرقاً.. وغرب الجرادية غرباً.. ومن شارع الخزان شمالاً إلى أقصى منفوحة جنوباً.
** هذه الأحياء.. وهذه الحارات القديمة.. هُجرت تماماً.. وتحولت إلى بيوت مهجورة أو خرائب أو مكاناً لتجمع عمالة أجنبية.. سواء كانت ذات وجود نظامي أو غيره.. وتحولت إلى أماكن لممارسة كل ممنوع.. من مصانع لمواد غذائية بطريقة غير مشروعة ولا نظامية ولا صحية.. حيث تم اكتشاف مصانع للبسكويت مثلاً أو للحلاوة أو المخللات.. أو أماكن لممارسة الشعوذة والسحر.. أو مصانع بدائية لصنع الخمور وسائر أنواع السموم.. فقد وجدت العمالة الأجنبية في هذه الخرائب أماكن خصبة لانطلاق أي نشاط غير مشروع.. وأصبحت هذه الأحياء نقاط التقاء بين كل من يفكر في عمل أو نشاط.. أو من يريد أن يخفي مخالفاً أو هارباً.
*، هذا التاريخ.. وهذه الذاكرة الجميلة للرياض.. تستغل اليوم بهذه الطريقة.. وتستثمر لأعمال غير مقبولة.
** نحن نتذكر ونشاهد الرياض القديمة.. ونتذكر معها.. المثل الذي يقول «قَطُو الحطب» وهو ذلك القط الذي يختبئ في غرفة أو مكان الحطب.. ثم يستحيل أو يصعب القبض عليه.. أو طرده حتى لو أشعلت النار في الحطب كله فلن يخرج.. وهكذا سكان تلك الأحياء.. يجدون فيها أماكن للاختباء.. وهذا ما يجعل مسئولية رجال الأمن مضاعفة.
** نحن لا نريد بالتأكيد.. هدم هذه البيوت والأحياء.. فهي ذاكرة وماضي الرياض.. وفيها أيضاً.. أسبال وأوقاف و«ضحايا» = من الأضحية = وشراكات وورثة بالمئات.. وقد يصعب أو يستحيل التصرف فيها.. بل إن بعضها حتى الآن بدون صك شرعي.. لأن الورثة = الملاك = غير معروفين الآن.. أو بعضهم لا يُعرف له مكان.. أو أن الورثة لا يملكون صك حصر إرث وهكذا..
** أضف إلى ذلك.. أننا أيضاً.. لا نريد أبداً هدمها.. ولا أن يحصل لها ما حصل لوسط الرياض بأسواقه وحاراته الجميلة.. مثل سوق السدرة.. وسوق «الجفرة» وسوق حلة «الأحرار» أو «العبيد» وأسواق أخرى ماتت إلى الأبد.. وحلت محلها.. أسواق حديثة.
** لكننا نقول: التفتوا إلى هذه الأحياء وانتبهوا جيداً إلى ما يجري فيها.. واحذروا «قَطُو الحطب» فكم من «قَطْوٍ» مختبئ و«مندس» هناك.
** وكم من «قَطْوٍ» تشجعه غرفة الحطب تلك؟!!
** قد لا نشعر بذلك الآن ولكن.. لا ندري ماذا يحمل المستقبل هناك؟ فهذه الأحياء القديمة.. تحتاج إلى خطط أمنية عالية الدقة وتمشيطها ووضعها تحت المجهر طوال ال«24» ساعة.
** ونحن نجزم.. أن ذلك مكلف ومزعج.. لكنه هو المطلوب حقيقة ولا غنى عنه... فشرطة الرياض والجهات الأمنية بالرياض.. التي ضربت أروع الأمثلة في الحفاظ على الأمن.. وسطَّرت ملاحم أمنية رائعة.. قادرة بإذن الله على وضع هذه الأحياء في قبضتها بشكل دقيق ودقيق للغاية.. وقادرة على القضاء على أي مخالف هناك مهما كان ومهما اختبأ ومهما حاول الابتعاد عن الضوء.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved