أفكر هذه الأيام في إنشاء جمعية الرفق بقطاوة الرياض رغم أننا لا نعرف ظاهرة الاهتمام بالحيوان بشكل منظم، ولكن لا بأس أن نبدأها بالقطاوة، إن افتقارنا للخبرة في هذا المجال لا يثنينا عن البدء في مشروع كهذا، لأنه حتى وإن وجدت خبرات في هذا المجال فلن نستفيد منها فقد تعودنا إذا جد الجد أن نستعين بالآخر، في الإعلام لدينا أكثر من سبعين سنة خبرة وإذا جد الجد استدنينا اللبنانيين والمصريين، وفي الكورة لنا أكثر من خمسين سنة وإذا جاء الصدق قضبناها البرازيليين، وحتى في الحلاقة والحجامة لنا أكثر من مليون سنة ومع ذلك تحولت بقدرة قادر للهنود والأتراك وخلافه، إذاً ما الذي يمنع أننا نتعاقد مع خبراء في مجال الرفق بالحيوان.
أرى والرأي لكم أن أفضل من يسدى لنا معروفا في هذا المجال السيدة برجيت باردو ملكة الأغراء الفرنسية في الستينات (أنا ما شفتها بعيني). هي المرشحة الأولى التي يمكن أن تساعدنا في هذه المهمة مع أني أشك أنها سترضى بالتخصص في مجال القطاوة فقط أخشى ان تفرض وجهة نظرها وتضايقنا في بعض الحيوانات المحببة لنا خصوصاً الخرفان ليأتي ذلك اليوم المشؤوم ونرى زواجات ما فيها إلا نواشف بدلاً من أن يقول الضيف اكرمك الله تسمعه يدعي على برجيت باردو ومن اقترح اسمها على فكرة الزواج: لماذا لا يكون هناك زواج خالٍ من الكلسترول. تلاحظون كل اشكال التمرد أو التطوير في الولائم تمضي قدما موغلة في أعماق الكلسترول، كلنا تقريبا عايشنا بعض محالات الخروج عن المألوف والتمردات والثورات على اسلوب الولائم التقليدي: مثل أن يضع خروف وحواليه دجاج بدلاً من البيض ولكن هذه كلها تتجه إلى حيث يكون الكلسترول.. قبل حوالي سنة أو أكثر كنت في ضيافة رجل فاجأني كما فاجأ كل الضيوف الآخرين كان بيته أول بيت فيه سبع مغاسل كأنك في مطعم رز بخاري، كان هذا أول مؤشر على رغبة الرجل في التمرد على التقاليد السائدة وإسباغ لون من ألوان الحداثة على العزائم التقليدية بعد المغاسل سيتلقفك مقلط لا يقل طوله عن عشرين متراً في فله لا تزيد مساحتها عن خمسمائة متر، في البداية لم نشاهد الخرفان المسجاة على دائر حواف الصينية الهائلة نظراً لضخامة حجم الحاشي ولكننا واجهنا مشكلة الوصول الى لحمة الحاشي حيث حصلت بعض الربكة والداخلات في الأيدي وأخيراً تم نقل بعض لحوم الخرفان على تباسي جانبية تم أحضارها على عجل لتيسير الوصول الى الحاشي وقد تعهد صاحبنا حلها في العزائم القادمة.
على كل حال هذه ليست القصة فالقصة في القطاوة الراكضة في شوارع الرياض لا يمكن لأحد في الرياض إلا ويشعر أن هناك مؤامرة توجه ضد هذه الكائنات الأنيقة النبيلة التي رافقتنا رحلة التطور من أيام الحياييل والمخارب والسعابيل الجارية إلى أن وصلنا إلى الهامبورجر والكيوي وناطحات السحاب والمناديل المعطرة، رحلة شقت طريقها عبر الصخور والأتربة والفضاءات الممتدة في كل الاتجاهات ذهبنا إلى لندن وإلى لوس انجلس وإلى مانيلا وبانكوك، وتهنا في العطور والخدور الناعمة ولما نشبع، وعندما عدنا منهكين وجدنا بيوتاً مختلفة وأوادم مختلفة وشوارع مختلفة حتى ظننا أننا سنجد قطاوة مختلفة لكن ظننا خاب وبقيت القطاوة في الرياض وفيه على عهدنا بها، أذنابها معصقلة وبطونها ضامرة وأصواتها في ليالي الصيف تصدح بكل مواءات الغضب والحب والتسافد، لكنها تعاني من مشكلة واحدة هي سعة شوارع الرياض الفسيحة مما أعاق حركتها وشلها عن التوسع في أرجاء المدينة حتى اضحت كسكان الرياض تعيش في جزر معزولة بعضها عن بعض وكل محاولة لها لكسر طوق العزلة تتحول إلى أشلاء تحت كفرات السيارات ما الذي يمنع أن ننشيء لها جمعية تحميها من شرور التقدم التي أصابتنا إذا أردات البلدية عنوان برجيت باردو فدونها رقم الفاكس.
فاكس: 4702164
|