تحدث بالمدح ثغر الزمن
وقال الندى: أيها الشعر.. غنّ
عهدت قصيدي سريع الحضور
فما باله يا ترى اليوم ضنّ
أيا شعر رتل جميل المديح
وصف ما ترى من جلال وفنّ
فإني أرى أم بدر هنا
أطارت عن العين طعم الوسن
وطارت إليها قوافي القصيد
تجوب الفيافي.. وتطوي الزمن
فما جاوزتها إلى غيرها
وقد أبصرت في علاها المنن
فؤاد رحيم.. وعقل حكيم
وفعل جميل.. وقول حسن
تمد يديها ببذل العطاء
وترخص بالجود غالي الثمن
وتهتف للخير أهلا وسهلا
وتمنع أهل الهوى والفتن
أيا أم بدر كفاك الإله
عوادي الزمان وسود الإحن
تداعت للقياك هذي النخيل
وبش لمرآك «وادي لبن»
فكم خائف أشغلته الظنون
أتاه الندى منك.. ثم اطمأن
وكم متعب زال عنه الونى
وكم واهن زال عنه الوهن
فكنت الغذاء.. وكنت الكساء
وكنت الدواء.. وكنت السكن
مدائح سارت بعرض البلاد
وغنى بها الطير فوق الفنن
ويكفيك صحبة عبدالعزيز
إمام الهدى.. ومنار السنن
أقام على العدل شمل البلاد
وخلصها من شراك الوثن
وكان له منك «بدر» الدجى
ورأس المعالي وتاج الزمن
وعبدالإله.. وعبدالمجيد
ليوث الشرى وأسود الوطن
سلالة طيب رآها المديح
فغنى بها في الندى وافتتن
ويا أم بدر أعود لأبدي
مشاعر فاضت وحباً علن
أبان لك الشعر بعض المديح
ولم تعلمي قدر ما قد أكن
فلا تعتبي.. واعذري.. إنما
شدا برحابك طير اغن