Monday 21st april,2003 11162العدد الأثنين 19 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

« الجزيرة » تطرح القضية الأكثر جدلاً « الجزيرة » تطرح القضية الأكثر جدلاً
أكشاك الاتصالات.. ظاهرة لطرد الاستثمارات!!
الجهات المسؤولة مطالبة بتنظيم السوق من أجل المحافظة على اقتصاديات السوق

* تحقيق فهد الشملاني:
انتشرت أكشاك الاتصالات في المجمعات التجارية الخاصة بالاتصالات بشكل لافت وشكلت بذلك ظاهرة سلبية أثرت وتؤثر على النشاط التجاري في هذا المجال بشكل عام رغم ان ظاهرها يوحي بأن هناك حركة دائبة للشباب السعودي الذي اقتحم الكثيرون منهم هذا العمل.. ولكن إذا ما نظرنا للجوانب السلبية الناجمة عن ذلك نجد انها تمثل جانباً مهماً يجب الوقوف عنده حتى لا تنتشر هذه الأضرار والسلبيات بشكل واسع.
في هذا الاستطلاع نحاول أن نقف على بعض هذه الجوانب من أصحاب المحلات المجاورة لهذه الأكشاك ومدى تأثيراتها على نشاطهم، لقد قمنا بجولة في منطقة المرسلات التي تشتهر بمجمعات الاتصالات في مدينة الرياض ولاحظنا كثرة الاكشاك في داخل هذه المجمعات إلا ان معظمها مغلق وعلمنا ان اصحابها معظمهم يعملون في مهن أخرى او طلاب ولذلك لا يمارسون مهنة العمل في الأكشاك إلا بعد الخامسة مساء، والتقينا بداية بالمواطن ايوب محمد السديس صاحب أحد المحلات وحينما سألناه عن رأيه وما يلاحظه من تأثير هذه الأكشاك على عملهم قال بنبرات لا تخلو من الانفعال ان هذه الاكشاك تعد ظاهرة تجارية سيئة ونحن هنا نعتبرهم دخلاء من حيث ويتجاذبون الزبائن ويتصايحون عليهم ويتجمعون حولهم بشكل لافت للأنظار وهذا يدل على أن هنالك عشوائية في البيع والجميع يعرض اسعاره المتفاوتة من واحد لآخر وهذا يؤكد ايضا ان ما يعرضونه هو عبارة عن سلع مقلدة وهذا بالتأكيد ادى الى احجام الكثيرين عن الشراء من المجمعات لأنهم يجدون الأسعار التي تروق لهم ولكنهم لا يعلمون انهم حصلوا على انواع مقلدة وليست أصلية.. فقد كان في السابق أي قبل وجود هذه الاكشاك تصل مبيعاتنا من الجوالات في اليوم ما بين «50 - 60» جوالاً ولكنها اليوم انخفضت الى عشرة جوالات مما يعتبر خسارة كبيرة بالتزاماتنا المالية كالايجارات ورواتب العمال وفواتير الكهرباء والهواتف والأعباء الأخرى.
وعن اعتراف البلدية بهذه الاكشاك وفرضها رسوماً بلدية عليها بواقع 200 ريال سنوياً على كل كشك قال السديس ان الاعتراف بهذه الاشكاك بعيداً عنا لا ضير فيه لكن ان تجعل من تجمعاتهم شرعية بجوار مجمعاتنا فهذا هو عين الضرر ولذلك نرى ان تكون هذه الأكشاك في اماكن تجمعات خاصة بهم وبعيدة من هنا كما هو حاصل في مجمع حي الروضة وفي هذه الحالة نحن سنعترف بهم ونشجعهم.
ويرى السديس ان هنالك ظواهر سلبية اضافية ناجمة عن وجود هذه الاكشاك قائلاً انها تسببت في ازدحام حركة المرور والسيارات ومن ثم الحوادث المتكررة في الشوارع وبالرغم من وجود رجال المرور بشكل مكثف وتحريرهم للمخالفات إلا ان ذلك لم يخفف من حدة الازدحام وبطء انسياب السيارات هذا بجانب انتشار تجارة الجوالات المسروقة ورواجها حتى اصبح لها رواج في أوساط اصحاب الاكشاك مما يشجع الكثيرين على السرقة لأنه يجد اماكن لبيعها.
ولا يختلف رأي المواطن نايف البديوي «محلات ابعاد المدى» عن سابقه فيما يتعلق بالآثار السلبية عن تواجد هذه الاكشاك بجوار المجمعات حيث يقول: لم تكن فكرة إقامة اكشاك لبيع «الجوال» وملحقاته من الاكسسوارات وقطع الغيار فكرة صائبة ولست ضد قيامها ولكن ان تقام بجوار مجمعات الاتصالات فهذا الذي لا نرتضيه، فكيف نرضى بالذي يريد ان يأخذ منا زبائننا ونحن ندفع كامل الحقوق التي علينا وكذلك علينا ان ندفع الايجارات العالية والرواتب للعاملين. وهؤلاء الذين يديرون هذه الاكشاك فعلوا المستحيل لكي يسحبوا البساط والزبائن منا، وهناك ظواهر دخيلة على مجتمعنا ككل ومجتمع باعة اجهزة الجوال والاكسسوارات آلا وهي الالتفاف حول من يدخل عليهم من المشترين فكل واحد منهم يريده ان يشتري منه فيبدأون المزايدة في تخفيض سعر السلعة التي يريدها الزبون حتى يخيل اليك انهم سيبيعونها اقل من سعر المورد وفي النهاية يروج هذا المشتري لصالح هذه الاكشاك لدى اصدقائه وأهله عن اسعار الاكشاك فأين نذهب من بعدها هذا هو السؤال الذي نبحث له عن اجابة، واضاف ومن ثم فإن هذه الاكشاك أتت بكثير من السلبيات ومنها هروب الكثير من اصحاب الاكشاك بأموال الوكلاء والموزعين وظهور الجوال المسروق على فاترينات الكثير من هذه الاكشاك، نعم يوجد في هذه الاكشاك الطلاب الجامعيون والموظفون والشريطية ولا يمنع ذلك ان يكون من بينهم ايضاً اصحاب السوابق والعاطلون لأنها أصبحت دون ضوابط.
كما يقول المواطن هديان مناحي آل بريك وهو مندوب مبيعات بأن الأرزاق بيد الله دون ادنى أي شك في ذلك، ولكنا لن نرمي بأنفسنا الى التهلكة، كل الذي يحدث الان ان هذه الاكشاك سمح لها ان تعمل جنبا الى جنب بجوار هذه المعارض والوكالات وبعض محلات الجملة ولكن اذا كانت هذه الاكشاك بعيدة عن هذه المحلات هل كانت ستجد كل هذا السخط وعدم الرضى فإن هذه الاكشاك والذين يدعمونها من أصحاب بعض المحلات والشركات ليس لهم همّ غير الربح السريع والوفير ولا همّ لهم غير ذلك وأؤكد انها ليست إلا فقاعات صابون ستنتهي بمجرد ان ترتفع الى طبقات الجو العليا، ولكن هنالك سؤالاً لا بد منه للبلديات وهو كيف تقوم بالتصديق لمثل هذه التجمعات التي تضر بمناخ السوق؟
فيما يقول عبدالله العتيبي صاحب احد المحلات ان الوضع في مجمعات الاتصالات اصبح يشكل لنا هاجسا وذلك من التكاثر المطرد الذي نراه فجر كل يوم جديد الكل يهرول الى هنا والشركات باتت تركز عليها لأنها سوق خصب يوفر عليها عناء البحث عن موزعين صغار في ارجاء المدينة الكبرى فأصبح المندوب بدل ان يخسر الوقت والوقود والتعب في قيادة السيارة للبحث عن المعارض المنتشرة في اقاصي المدينة، اصبح الوضع له هيناً وسهلاً للغاية كل الذي يبحث عنه موجود في مكان واحد ويوزع احسن من كل المعارض الموجودة في مجمعات الاتصالات، ولكن للأسف لم يتم النظر او دراسة ما يمكن ان يسببه ذلك من مشاكل او خسائر كبيرة لاصحاب محلات مجمع الاتصالات فلقد خلقت هذه الاكشاك نوعاً من العشوائية وهددت اعمالنا جميعا ولا شك انها اذا استمرت بهذا الشكل الذي نراه أمامنا فإنها ستلحق كساداً كبيراً بهذه المجمعات.
إن هذه الأكشاك قد أثرت كثيراً على اقبال المستثمرين في بناء المجمعات التجارية وذلك بسبب عدم وجود المناخ المناسب لهذه الاستثمارات في ظل هذا الوضع الصعب.
هل سوف تنظر الجهات المسؤولة إلى دراسة هذه الظاهرة وإعادة تنظيمها؟

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved