Monday 21st april,2003 11162العدد الأثنين 19 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بلد حر يديره شعب حر بلد حر يديره شعب حر
زلماي خليلزاد (*)

أجدني مفعماً بالأمل عندما أنظر حولي وأشاهد أولئك الذين اجتمعوا لبحث مستقبل العراق، لقد انتهى طغيان نظام صدام حسين حقاً، وها نحن نستمتع بنصر للشعب العراقي، لقد تعهدت الولايات المتحدة وبريطانيا والأعضاء الآخرون في التحالف بنزع أسلحة الدكتاتور وتحرير الشعب العراقي، وقد صرنا الآن في المراحل النهائية من الوفاء بوعدنا.
أما تعهد أمريكا للعراقيين اليوم فهو أن تكون شريكاً لهم، وأن تساعد العراق في التقدم على الطريق نحو حكومة تمثيلية، حكومة تحترم مبادئ العدالة، وحكم القانون وحقوق الشعب العراقي، وستفي الولايات المتحدة بهذا الوعد أيضاً، وستبقى مع الشعب العراقي طوال الفترة التي يحتاجها الأمر، حتى يتم انجاز المهمة.
إن مهمتنا هي بناء عراق ديمقراطي، ومن الواضح، من خلال اجتماعاتي مع العراقيين الأحرار قبل عملية حرية العراق، سواء في لندن أو في كردستان العراقية وفي أماكن أخرى، ومن خلال ما سمعناه هنا في الأيام الأخيرة من العراقيين الذين أصبحوا الآن أحراراً، من الواضح أن العراقيين يريدون الديمقراطية، من بين أمور أخرى، ولا يعتقد أي منا، سواء من الأمريكيين، أو العراقيين، أن ذلك سيكون سهلاً أو سريع التحقيق.
ويظهر التاريخ مدى صعوبة اقامة الديمقراطية، هكذا كان الأمر في الولايات المتحدة بكل تأكيد، وفي أماكن أخرى في أوروبا وآسيا، ولن يشذ العراق عن ذلك.
إلا أن الناس في كل مكان يشتركون في نفس الطموحات، الأمن والازدهار والحرية والحكم الذاتي، والعراق بلد نابض بحيوية تراثه وعقيدته الدينية وموارده وشعبه، إن تعددية العراق نفسها، هذه الخريطة الفسيفسائية من السنة والشيعة العرب، والأكراد، والتركمان، والآشوريين،والكلدانيين، والزيديين، وغيرهم، هي مصدر ثروة وموهبة هائلتين، وستحدد خيارات العراق في الأسابيع والأشهر القادمة العملية التي سينتهجها نحو بلد ديمقراطي وحكومة جديدة مسؤولة عن كل العراقيين.
إن التحالف يدعم تشكيل السلطة العراقية الانتقالية بأسرع ما يمكن، إدارة انتقالية، يديرها عراقيون، إلى أن يقوم الشعب العراقي بتشكيل حكومة عن طريق الانتخابات، وينبغي أن تكون السلطة الانتقالية عريضة القاعدة وتامة التمثيل «للفئات المختلفة» وستكون أيضاً مؤقتة، لقد كان لدى العراق في الماضي دساتير انتقالية استمرت فترات أطول من اللازم، وزعماء مؤقتون بقوا في الحكم فترة أطول من المرغوب فيها.
إن هذا الأسبوع هو بداية طريق العراق نحو الديمقراطية، واجتماعنا هنا في الناصرية، مع ممثلين عن الشعب العراقي، هو الأول في سلسلة مشاورات مع عراقيين من مختلف أنحاء البلد، ولن يختار أي من هذه الاجتماعات حكومة للعراق، بل إنها ستشكل بالأحرى منتديات للعراقيين لمناقشة أفكارهم في ما يتعلق بتشكيل السلطة العراقية الانتقالية، وستشجع على حوار وطني عراقي، وسيتم التوصل بناء على هذه المشاورات، إلى صيغة لتشكيل السلطة العراقية الانتقالية، وسوف تزيد السلطة الانتقالية من سلطتها تدريجاً كما أنها ستؤمن وسيلة للعراقيين للمشاركة بشكل متزايد في اعادة اعمار بلدهم سياسياً واقتصادياً.
وسيكون من الضروري أن تكون هناك محاسبة ومصالحة في العراق، وسيكون تقرير ما ينبغي عمله بشأن كبار قادة حزب البعث، قضية مهمة على العراقيين أن يقرروها بصورة جماعية، لقد انتهت عملياً الميزات والموقع الخاص الذي كان لحزب البعث، وسيكون من الضروري ترجمة ذلك قانونياً، وعلى العراقيين كمجتمع أن يقرروا كيف سيعاملون أولئك الذين تزعموا جرائم النظام القديم من جهة، بشكل مختلف عن أولئك الذين التحقوا بحزب البعث في أدنى مستوياته وليسوا بالضرورة مسؤولين عن أية جرائم، من الجهة الأخرى، ينبغي أن يكون هناك متسع «في النظام الجديد» لموظفي الحكومة المدنيين، من معلمين ورجال شرطة ومهندسي ري، على سبيل المثال، الذين بذلوا قصارى جهدهم في الماضي لخدمة بلدهم، لا طغيان صدام.
إن الولايات المتحدة لا ترغب في حكم العراق بأي شكل من الأشكال، وقد أوضحت ذلك في جميع مباحثاتي، هنا، ينبغي أن يوجه الشعب العراقي شؤونه بنفسه بأسرع ما يمكن، فكما قال الرئيس بوش:«إن العراقيين قادرون جداً على حكم أنفسهم»، إن اهتمام أمريكا ينحصر في تحديد واتلاف أسلحة الدمار الشامل التي كانت بحوزة نظام صدام حسين، والقبض على الإرهابيين، وسد احتياجات الشعب العراقي الانسانية، واحلال الأمن، وتحرير الشعب العراقي وتمكينه من بناء مستقبله.
وإننا نقدر أيضاً الصعوبات الفورية الكثيرة التي يواجهها العراقيون، ونقوم باتخاذ الخطوات للتخفيف من المشقة التي يعانون منها، وتأتي مع الحرية المسؤولية، بما في ذلك مسؤولية عدم تنصيب المرء نفسه حكماً يطبق ما شاء من أحكام، بل معالجة الشكاوى بطريقة قانونية منظمة، وسنعمل، لهذا الغرض، مع العراقيين، وغيرهم لتحقيق الاستقرار.
إن قرار من سيحكم العراق في نهاية المطاف قرار يخص أفراد الشعب العراقي، لقد عانوا بشكل رهيب في ظل حكم دكتاتورية صدام حسين الوحشية، وهم يستحقون، كالناس في كل مكان، الحرية والعيش بسلام في ظل قادة اختاروهم لأنفسهم بأنفسهم، إنهم يستحقون حكومة تحترم حقوق كل مواطن وكل مجموعة اثنينية، إنهم يستحقون بلداً أعيد توحيده، بلداً مستقلاً محرراً من عقود من العقوبات والانعزال والمحن، وكما قال الرئيس بوش:«إن لدى تحالفنا هدفاً واحداً بالنسبة لمستقبل العراق: إعادة ذلك البلد العظيم لشعبه».
ستكون أمريكا شريكاً للعراق أثناء تقدم العراقيين نحو السلام والديمقراطية والرخاء، وسيكون أمنهم أمننا، وسيكون نجاحهم نجاحاً لنا.

(*) المبعوث الخاص للرئيس بوش للعراق

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved