* شيكاجو من اندرو ستيرن رويترز:
لم يظل دافع العودة الذي سيطر على المهاجرين العراقيين بعد رحيل نظام صدام حسين صافياً وإنما خيم عليه شبح اليأس والخوف من فوضى اجتاحت البلاد بعد الحرب.
قال المحامي فيصل استرابادي «40 عاماً» الذي ترك البلاد مع عائلته في سن الثامنة «السؤال الآن الى أي شيء نعود.. الانطباع الاول لدى العراقيين تجاه القوات الامريكية هو الاغتصاب الكامل لمتاحفنا ومكتباتنا وهويتنا القومية وعدم القدرة على توفير الحاجات الاساسية مثل المياه والكهرباء وقتل الزعيم الشيعي عبد المجيد الخوئي طعناً وبالرصاص».
ويقول استرابادي وآخرون من بين نحو 300 الف عراقي يعيشون في الولايات المتحدة انهم استقروا هنا ومن غير المحتمل ان يرجعوا الى العراق على الاقل ليس بشكل دائم.
وقال كريم عرفان رئيس مجلس المنظمات الاسلامية في شيكاجو الكبرى «العراقيون الذين اعرفهم لم أر لديهم أية اهتمام بالعودة.. مصدر القلق الرئيسي هو ما سيحدث هناك بسبب الخصومات السياسية، ربما نشبت حرب اهلية او هجمات ثأرية.. انهم خائفون».
لكن ربما كان بعض المهاجرين العراقيين عازمين على العودة وخاصة اولئك الذين ليس لهم جذور عميقة في بلدهم الجديد وقد يشعرون بالخوف من مكتب التحقيقات الاتحادي وتحرش الجيران غير المتسامحين بعد هجمات 11 سبتمبر.
وقال صالح التوما استاذ الآداب الشرق اوسطية المتقاعد بجامعة انديانا ان اولئك الذين تحتمل عودتهم أكثر من غيرهم هم العراقيون الذين هاجروا بعد حرب الخليج عام 1991 وما اعقبها من انتفاضة سحقها صدام.
وأضاف «اولئك الذين تحولوا الى لاجئين.. لدي انطباع ان عدداً كبيراً منهم سيرغب في العودة الى العراق، خاصة الذين لم يحظوا بتعليم عالٍ ولم يتمكنوا من التكيف مع ثقافة هذا المكان».
وبالطبع سيكون لدى البعض دوافع شخصية مثل الالتزام بتخفيف معاناة ابناء جلدتهم ورغبتهم في المساعدة في تأسيس حكومة عراقية جديدة او البحث عن اقارب لهم اختفوا هناك.
وقال التوما «73 عاماً» انه قلق على عدد من اقاربه في بغداد لم يتصل بهم منذ ايام، واضاف ان بين اصدقائه العراقيين الذين يحملون الجنسية الامريكية لم يتحدث احد عن نواياه بالعودة الى العراق بشكل دائم قائلاً «ربما عادوا في زيارة او عمل».
ويرى المهندسون ورجال الاعمال الامريكيون الذين ولدوا في العراق فرصة لتقديم العون وتحقيق الربح في الوقت نفسه اذا فازوا بعقود لإعادة اعمار العراق.
حتى ان مجموعة «مؤسسة العراق» ومقرها الولايات المتحدةعرضت مشروعات لاستعادة اهوار ما بين النهرين التي جففت في جنوب العراق في مشروع اطلقت عليه اسم «جنة عدن الجديدة».
وقال استرابادي الامريكي المولد والذي يشارك مجموعة خبراء عراقيين يعملون مع وزارة الخارجية الامريكية على تشكيل ادارة ما بعد الحرب «كثيرون يتوقون للعودة، البعض بشكل دائم والبعض مثلى لفترة من أجل المساعدة في استعادة البنية التحتية العراقية».
|