* بغداد أ ف ب:
تولى الجيش الأمريكي أمس السيطرة على الإدارة المدنية في عراق ما بعد الحرب والتي كانت تتولاها قوات مشاة البحرية (المارينز) ليرث بذلك مهمة صعبة يواجه خلالها حالة من الاضطراب والعداء الشعبي للاحتلال الأمريكي.
ومع خيوط الفجر الأولى اختفى الوجود الكثيف لقوات المارينز من شوارع بغداد لتحل محلها أعداد صغيرة من الجنود من فرقة المشاة الثالثة الذين انتشروا في الشوارع.
ودخل عناصر من فرقة المشاة الرابعة كذلك إلى العاصمة بينما بقيت الفرقة المجوقلة 101 في المطار الدولي.
وقال السرجنت نيكولاس كنغ «لقد تسلمنا السيطرة من قوات المارينز في حوالي الساعة 00:3 صباحا (00 ،11 تغ الجمعة) ونحاول الآن مواصلة ما قاموا به».
وفي المنطقة المغلقة المحيطة بفندقي فلسطين والشيراتون حيث كانت تتمركز قوات المارينز، وضعت فرقة المشاة الثالثة عربة مقاتلة من طراز «برادلي» ودبابة من طراز «ابرامز» على كل زاوية من الزوايا في حين تظاهر حوالي 100 من المواطنين العراقيين ضد الاحتلال الأمريكي.
وعند المدخل الرئيسي صرخ أحد العراقيين في الجنود «اخرجوا واتركوا نفط العراق»، ولم يتوقف عن صراخه في وجوه الجنود التي خلت من أي تعبير حيث تظاهروا بعدم الاهتمام.
وستكون من أولويات الجيش إعادة بناء الخدمات الرئيسية في أنحاء البلاد مع التركيز على الكهرباء والماء والمجاري والمستشفيات والقانون والنظام.
وبعد عشرة أيام من سقوط نظام صدام حسين لم تبدأ بعد الجهود التي وعدت بها الولايات المتحدة لإعادة بناء العراق الذي عانى من ثلاث حروب و12 عاما من العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة.
ولا تزال المحال التجارية مغلقة في العاصمة التي يسكنها خمسة ملايين شخص كما لا يزال التيار الكهربائي مقطوعا منذ أكثر من اسبوعين وبدأت دوريات الشرطة في العودة ببطء إلى الشوارع التي شهدت موجة من عمليات النهب والتخريب.
وعاد عشرات من رجال شرطة المرور إلى شوارع العاصمة لمحاولة الحد من حالة الفوضى التي تسببت بازدحامات مرورية أعاقت خدمات الطوارئ.
ويشعر العراقيون كذلك بالإحباط بسبب عدم وجود سلطة مدنية أمريكية، ولم يظهر جاي غارنر الجنرال الأمريكي المتقاعد الذي عين للإشراف على جهود إعادة الإعمار في شوارع بغداد بعد وليس هناك وجود لأي متحدث أمريكي.
وأعلنت قوات المارينز عن إنشاء مركز للعمليات المدنية-العسكرية في فندق فلسطين وسط بغداد.
وقال بيان للمارينز إن المركز يهدف إلى «وضع خريطة طريق للنجاح للمواطنين العراقيين».
وقال مسؤولو المارينز إنهم يأملون في إعادة الكهرباء لأكثر من نصف السكان إلا أنهم لم يفوا بذلك الوعد وغادروا العاصمة دون أن يقولوا كلمة للسكان المحليين.
ويواجه الخبراء القانونيون في الجيش الأمريكي مهمة صعبة وهي التعامل مع الكميات الضخمة من الوثائق المدمرة مثل عقود امتلاك الأراضي وعقود الزواج وغيرها.
من جهة أخرى، عادت عناصر الشرطة العراقية إلى تنظيم حركة المرور في شوارع العاصمة العراقية أمس السبت بعد انقطاع مستمر منذ سقوط العاصمة العراقية بأيدي القوات الأمريكية في التاسع من الشهر الحالي.
وشوهد نحو عشرين عنصرا من الشرطة بسراويلهم السوداء وقمصانهم البيضاء وهم يتمركزون في ساحة الأندلس في حي الكراده الرئيسي لتنظيم حركة المرور، وكانوا احيانا يوقفون السيارات للتأكد من انها غير مسروقة.
وقال الضابط في الشرطة عقل محسن العاني «لا نزال قلة، البعض منا هنا في الكراده والبعض الآخر في أحياء أخرى من وسط العاصمة، ونحن نتعاون مع القوات الأمريكية».
وأكد أن نحو مئتي عنصر من الشرطة استأنفوا عملهم في العاصمة.
وأضاف أن عناصر الشرطة مسرورون لتمكنهم من استئناف عملهم لأن الفوضى في المرور أدت إلى ازدحامات سير خانقة حالت دون تنقل سيارات الإسعاف بسهولة.
كما أعلن الضابط العاني أن الأولية بالنسبة إليهم هي البحث عن سيارات سرقت خلال عمليات النهب التي أعقبت سقوط بغداد.وردا على سؤال حول من سيدفع لهم رواتبهم في آخر الشهر قال العاني «نحن لا نفكر حاليا بالرواتب».
|