* القاهرة - أ.ش.أ:
أكد أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى ان ما حدث في العراق سيؤدي الى تداعيات سلبية وخطيرة في منطقة الشرق الاوسط.
وقال موسى في مقابلة مع التليفزيون المصرى بثت أمس ان المرحلة الراهنة ستتضمن الكثير من الصدام وربما تتحول الى تغييرات تفرض . مشيرا الى ان الجميع حاول وقف الحرب على العراق وكان ضدها وان الجامعة العربية قامت بعمل سياسي ودبلوماسي على مرحلة طويلة الأمد بما في ذلك اقناع القيادة العراقية السابقة بضرورة التعامل مع الأمم المتحدة وضرورة عودة المفتشين.
ورداً على سؤال بشأن الاتهامات التي وجهت اليه من الكويت خلال الازمة العراقية أعرب موسى عن دهشته من تهمة الانحياز التي وجهت اليه من الجانب الكويتي قائلا ان ما قمنا به أمر كان يجب ان يقوم به أي شخص عربي مسئول.
وأضاف قائلا إما ان يتعامل الناس باحترام فيما بينهم وبين بعضهم وان تضبط الأمور في العالم العربي أو سأترك هذا المنصب وسأتركه.
موضحا ان الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية كلها هي التي تمنعه من اتخاذ هذا القرار.
وأشار موسى الى ان أمين عام الجامعة العربية يضع جميع الدول العربية في ميزان واحد لا فرق بين دولة وأخرى مشيرا الى ان الأمين العام لا ينحاز ولا يصح ان ينحاز وان المهمة التي قام بها في العراق لم تكن انحيازا انما كانت قياما بمسئوليته بتكليف وطلب من القادة العرب ومن الأمين العام للأمم المتحدة.
وأكد السيد عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية أن اللجنة المنبثقة عن القمة العربية رحب بها في العراق لكنه حدث بعد ذلك خلط في الأوراق بأن اللجنة تعرض طلب التنحي وتردد العراقيون وطلبوا تأجيل الزيارة وقام بابلاغ وزير الخاجية العراقي بضرورة تهدئة الأمور إلا أن الحرب اندلعت.
وحول اصلاحات الجامعة العربية قال موسى ان مشكلة الجامعة تكمن في اختلاف الادارات العربية الجماعية التي تعتبر غير موجودة وانشغال الكثير من الأذهان العربية بمسائل بسيطة يمكن أن تمر ويمكن أن تنسى ولاتهتم بأمهات المسائل المطروحة مشيرا الى انه اذا اكتملت هذه الادارة انصلحت الجامعة معتبرا أن المساهمة فيها شرف لكل دولة عربية وضرورة لكل دولة عربية ومصلحة لكل دولة عربية.
وقال انه مهما بذلت من جهود فيما يتعلق بموضوع الميثاق والأمن الجماعي والمواثيق الأخرى كل هذا لن يؤدي الى شيء وسيكون حبرا على ورق مالم تكن هناك ارادة عربية جماعية.
وشكك موسى في وجود ارادة عربية جماعية وطالب بضرورة التحريك السياسي للوضع الحالي حيث ان الأمور اختلفت الآن وربما تتوجه كل مجموعة عربية توجها مختلفا عن الأخرى ان لم يكن مضادا لتوجه المجموعة الأخرى.
وأضاف أننا مقدمون على وضع لن تنعقد فيه موافقة عربية شاملة على اصلاح عربي حقيقي للجامعة العربية.
وقال انه لابد قبل اصلاح الميثاق أو اجراء أي اتفاق يجب التأكد من وجود هذه الارادة الجماعية أو الارادات العربية مجتمعة.
ولفت الى أن الدول الأوروبية لم تكن متفقة على مصالح معينة أو مواقف معينة وكان لها تاريخ كبير من التصادم إلا أنهم جلسوا سويا وتفهموا سويا بدون عصبية مشيرا الى ان المصالح يمكن أن توازن قبل أن تتوحد ويمكن في مرحلة ما.. عدد من الدول التي تماشت واتفقت مصالحها ان تبدأ كقاطرة ويلحق بها من يستطيع أن يلحق.
وأوضح موسى أن تعديل ميثاق الجامعة ليس فكرة جديدة وانما هي فكرة سبق الحديث فيها لافتا الى ان الميثاق يفتح الباب للتعاون في كل مجالات الحياة العربية وتنسيق المواقف والدفاع عن الحقوق.
وقال ان الميثاق لم يكن ينص على اللقاء الدوري للقمة فتم الاتفاق في قمة القاهرة 2000 على تعديل أول الميثاق تحت اسم البروتوكول الاضافي الذي أقره القمة العربية الدورية السنوية بشكل محدد وتم التصديق عليه وهذا يعد تعديلا للميثاق وهو التعديل الاول وثانيا موضوع التصويت الذي يجب طرحه منوها بأن التنفيذ مسألة خاصة بكل دولة.
وأضاف موسى ان العقبة ليست في أنه يجب أن يصدر بالاجماع ومن لايوافق عليه لاينفذه انما العقبة أكبر من ذلك . موضحا أنه يمكن تعديل الميثاق لا الغاؤه وانما التعديل بالاضافة.
وأكد السيد عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية أن الجامعة العربية يجب ان تبقى كعنصر فاعل في الحياة الاقليمية العربية أو تبقى كعباءة وأنه اذا أرادت أن تكون فاعلة في موضوع العراق ونشطة في موضوع فلسطين كما هي نشطة في بعض المسائل الجزئية الهامة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية العربية يجب أن تكون فاعلة على مختلف المستويات.
|