Monday 21st april,2003 11162العدد الأثنين 19 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حصاد مؤتمر دول الجوار حصاد مؤتمر دول الجوار
المؤتمر أرسى مبادئ وأسساً للمرحلة القادمة
تأكيد وحدة العراق وسلامة أراضيه وترسيخ مفهوم سياسة حسن الجوار

* القاهرة مكتب الجزيرة شريف صالح عتمان انور:
احتل المؤتمر الاقليمي لدول الجوار الذي تبنته المملكة العربية السعودية والنتائج التي أثمرت عنه مساحات واسعة من اهتمامات المراقبين والمحللين السياسيين والمهتمين بما يجري من أحداث في العراق والمنطقة وأكد الجميع على ان المؤتمر خرج بإطار عملي مشترك ليس فقط للتعامل مع الوضع العراقي وتداعياته على المنطقة ولكن ايضا بإطار عملي يتلافى سلبيات الوضع الحالي ويتجاوزه للتعامل مع مجمل الأحداث والتطورات كما أرسى المؤتمر حقيقة أن وجود نظام مستقر في العراق يساعد على استتباب الامن في المنطقة كلها مع التأكيد على عودة العراق عضوا فاعلا في المجموعة العربية وفي المنطقة وكذلك ترسيخ سياسة حسن الجوار التي تتيح الاستقرار والتنمية للشعوب.
ومن خلال قراءة النتائج وما دار في المؤتمر يؤكد المراقبون ان المؤتمر الذي عقد على خلفية الازمة العراقية وبمبادرة من خادم الحرمين الشريفين جاءت اهدافه ممزوجة بأمور كثيرة وضعت على الأجندة الاقليمية بوضوح وان الرؤية الموحدة التي عبر عنها معالي وزير خارجية المملكة العربية السعودية سعود الفيصل في ختام المؤتمر تلبي احتياجات المرحلة الحالية وتداعياتها وان الاهداف التي يرمي اليها المؤتمر جاءت على أساس رؤية مشتركة تهدف بالأساس لضمان وحدة العراق واستقلال سيادته على أراضيه ورفض اي تدخل في الشؤون الداخلية للعراق مع الحرص على قيام الدولة العراقية الجديدة وفقا لإرادة شعبها حتى يتسنى للعراق مواصلة قيامه بدوره التاريخي والعيش في سلام وتجانس مع جيرانه والتأكيد على التزام القوات المحتلة بالانسحاب من العراق والسماح للعراقين بمزاولة حقهم في تقرير المصير والالتزام بتحقيق الاستقرار والوحدة الاقليمية للعراق.
إطار عملي شامل
وقد جمعت النتائج التي خرج بها المؤتمر بشموليتها ما يمكن ان يشكل عملاً للفترة القادمة فقد أكدت على الالتزام بالاستقرار والعراق الموحد غير المقسم وعلى ان يتولى شعب العراق إدارة شؤونه بنفسه كما ان أي استغلال لموارده الطبيعية يجب ان يكون متسقا مع ارادة حكومة العراق الشرعية وشعب العراق والتأكيد على التزام القوات المحتلة بموجب معاهدة جنيف بحفظ الأمن والاستقرار بما في ذلك حماية الحريات المدنية والحقوق والتراث الثقافي لشعب العراق وشددوا على التزام القوات المحتلة بالانسحاب من العراق والسماح للعراقيين بمزاولة حقهم في تقرير المصير. واعرب الوزراء عن أملهم في قيام حكومة ديمقراطية كاملة التمثيل في العراق في وقت مبكر وذلك وفقا لدستور يرتضيه شعب العراق ويصادق عليه مع العيش في سلام مع جيرانه واحترام المعاهدات والاتفاقيات الثنائية لا سيما المبرمة مع جيرانه والتأكيد على الدور المركزي للأمم المتحدة في التعامل مع اوضاع العراق ما بعد الحرب، كذلك التأكيد على استعداد بلدانهم لتقديم أي مساعدات مطلوبة للشعب العراقي بما في ذلك المشاركة في الجهود الدولية في هذا الصدد سواء كانت المساعدات انسانية أو اعادة البناء والاعراب عن عدم موافقة بلدانهم على الاتهامات الصادرة مؤخرا ضد سوريا.
واعرب الوزراء عن مساندتهم للمبادرة السورية المقدمة لمجلس الامن بجعل منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل ومجموعة هذه النتائج التي جاءت منسجمة وشاملة دعت المراقبين إلى القول ان المؤتمر خرج بإطار عملي مشترك يتلافى سلبيات الوضع الحالي ويتجاوزه إلى صيغة واقعية تجاه مجمل الأحداث والتطورات ولم يقتصر على دراسة تطورات الوضع العراقي وتداعياته على المنطقة بشكل عام.
انحياز تام
وفيما يشدد المؤتمر على الانحياز التام لخيار الشعب العراقي ووحدته وقراره في تقرير حكومته المقبلة وخروج القوات الاجنبية من أراضيه إلا ان هذا ما تشدد عليه المملكة أيضا ليس في حال العراق فقط انما مع جميع دول العالم كسياسة يؤكد عليها قادة المملكة دوما، ويرى المراقبون ان هذا الاجتماع جاء احساسا ذاتيا بخطورة المرحلة من قبل المملكة والدول التي تجاور العراق ويهمها مصيره وحماية شعبه دون ان يكون ذلك تكتلا يهيئ لسياسة محاور تعيد تقسيم المنطقة حسب الاهواء والمصالح.
من ابرز ما حققه المؤتمر هدفان عاجلان هما سرعة ارسال المساعدات الانسانية إلى شعب العراق وثانيا مساعدة الشعب العراقي على ان يختار ممثليه وحكومته الجديدة بعيدا عن أي تأثير لقوات الاحتلال، والشعب العراقي لا احد يشكك انه مؤهل سياسيا وثقافيا ليقدم حكومة ممثلة لجميع فئات وطوائف وشرائح المجتمع العراقي.. ويرى المراقبون ان نتائج المؤتمر جاءت منسجمة مع مصالح الشعب العراقي واحتراما لمعاناته المريرة طوال عقود.
وقد عقد المؤتمر في منعطف تاريخي مما وضع مسؤولية أمام الشعوب وتاريخ المنطقة في وقت لا وجود فيه للمزايدات كذلك التأكيد على تقديم اية مساعدات مطلوبة للشعب العراقي والتأكيد على رفض الاته
امات الصادرة تجاه سوريا لاستتباب الامن والاستقرار في المنطقة ككل.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved