تمثل البطالة معضلة كبرى حتى لأرقى الدول وأكثرها تقدماً وأقواها اقتصاداً.. ومع ذلك تواجهها تلك الدول بكل جرأة وشفافية وصدق في البحث والمعالجة نظراً لما تحمله بين طياتها من مخاطر اجتماعية واقتصادية لا حدود لها.
أما لدينا فما زال بحث ومناقشة هذه القضية الخطيرة يتم على استحياء ونشعر بمزيد من الخجل والحرج عندما يأتي الحديث على هذا الموضوع وكأننا نعيش بمعزل عن هذا العالم أو كأننا لسنا جزءاً منه بكل إيجابياته وسلبياته.
ولذا فإن المناقشات الصريحة والفاعلة لهذه القضية لن ترى النور حتى تتفاقم المشكلة وتصبح مداراتها وإخفاء معالمها مستحيلاً في وقت قد لاتصبح فيه مثل تلك النقاشات ذات جدوى.
إن أول الحلول الذي لا يحتمل التأجيل - من وجهة نظري - وقبل البحث في سبل توظيف هؤلاء العاطلين وفتح فرص العمل أمامهم هو في تأمين دخل شهري ثابت لهم أسوة بغيرهم من العاطلين في دول العالم أما مصادر هذا الدخل فبالإمكان تأمينها عن طريق صندوق الموارد البشرية أو صندوق الفقر أو صناديق الرعاية الاجتماعية أو حتى من ميزانية وزارة الداخلية التي باتت الآن المعني الأول بهؤلاء العاطلين الذين أضحت مشاكلهم وقضاياهم شغلاً شاغلاً لقطاعاتها الأمنية أو بإنشاء صندوق مستقل لمعالجة البطالة تكون إيراداته من شركات ومؤسسات القطاع الخاص التي ما زالت المتهم الرئيس في طريق السعودة وإيجاد فرص العمل للشباب.
|