السؤال الذي يتصدَّر الآن هو ما مدى حضارية سلوك الغزاة لبغداد؟ للعراق؟ للأرض والتراث؟ وهل وهم يواجهون كلَّ هذه «الكميات» من الأسئلة والنَّقد وكشف الخفايا، يظلَّون يضعون أنفسهم في خانة التحضر؟ وهم أقرب للهمجية من أجل تحقيق النَّوايا وما كانت عليه خارطتها في غزو العراق؟...
هذه المقَّدرات والموروثات التي نُهبت وتُركت للسطو والدَّمار، والترحيل إلى أوروبا، ولأن يعيث بها فساداً كلُّ من تسوِّل له نفسه ليس لأنَّ نفسه الدافعة لهذا بل لأنَّ التسيُّب هو الحافز له..
بغداد التي دُمِّرت أعرق جامعاتها..
وأُحرِقت أثمن موروثاتها...
وسُرقت أنفس مقتنياتها..
تعود لعصر المغول والتَّتار.. ويجري دم نهريها ليس أزرق بل أحمر.. من الجروح.. والذَّبح من وريد القيم لوريد القيم..
حقيقة نحن نعيش في زمن الغاب المتطور؟...
فلقد استبدل سكان الغاب أنيابهم وأظلافهم..، بآلاتهم وصواريخهم، بقنابلهم بدل قوَّة سواعدهم، وبقدرة اجتياح سرعة الضوء، وضوء الضوء عن قوَّة سرعة الأقدام وعضلاتها الفتيَّة..
وهاهو ملك الغاب في أكبر حدائق بغداد يتقاسم الجوع والصمت كما صوَّرته العدسات اللاَّقطة في سجن غاب إنسان العصر.. وهو لا يملك مساحة للركض.. لأنَّه يعجز في سجن الإنسان عن أن يلاحق مطامح الإنسان.
ويبقى السؤال معلقاً لمزيدرغبة في اكتشاف المخبوء من سلوك غزاة عصر التحضَّر الزائف.
|