قبل سنتين من الآن، كانت اكاديمية الفيصل العالمية مجرد مشروع على ورق...!!
دراسات وتجارب لمن كان لهم فضل السبق...!! ملفات متناثرة...!! وأفكار مبعثرة: يطغى على بعضها طموح جامح...!! بل لنقل جنون الطموح...!! كنت اتردد على صاحب المشروع: استجلي رأيه في خطوة هممت ان اخطوها... واستنصحه في تجربة عزمت ان اخوضها...!! كان الرهان عندي ان نبدأ مما انتهى اليه الآخرون.. وان تكون اساساتها صلبة نبني فوقها مانريد...!! متى نريد...!!
فوجئت ان سموه الكريم يفوقني تطلعاً في كل مرة...!! كانت سعادتي غامرة عندما طلب مني سموه اثناء تهيئة المقر الرئيسي للأكاديمية ان أجهز له مكتباً خاصاً ضمن المكاتب الادارية، يشرف من خلاله على كثب عن كل خطوة نخطوها...!! وانتهت مرحلة التجهيز ولم ألق من ابي فيصل سوى كل دعم وكل تشجيع... كانت مرحلة التأسيس مكلفة.. وكانت قناعة سموه: «إذا أردت أن تكون قوياً فلتكن منذ البداية قوياً»...!!
ومرت شهور... وكانت الاكاديمية قائمة على سوقها...!! متألقة فروعها رائجة دوراتها ولله الحمد!!
أرجع بالذاكرة إلى أيام خلت...!! بعد ان اصبحت لنا فروع في عدة مناطق فأرجع الفضل لله أولاً، ثم لهذا الرجل الذي ضحى بوقته، وماله، وفكره،... إنه أبو فيصل رجل المواقف الصعبة...!! صاحب الملكات المتألقة... إنه المدرسة التي تخرجت فيها... منهاج متكامل للرقي والتهذيب... إنه الوالد العزيز والمعلم الفاضل... كان ولا يزال مصدر قوتنا... ومعين عطائنا، وسبب نجاحاتنا... علمنا ان نعلم قبل ان نعمل... علمنا ان نعطي لا أن نأخذ... علمنا ان الأماني الحلوة إن لم نسع الى تحقيقها فإنها تقبر في نفوس الكسالى...!!
إنه ابو فيصل.. الاستاذ.. المدرسة.. إنه الموقف، والمنهج.. والرؤية..!!
فلوالدي العزيز الأمير: عبدالعزيز الفيصل، كل الشكر والثناء، كل الدعاء... كل الوفاء... ودمت يا سمو الأمير ذخراً لوطنك... لشعبك... لأكاديمية الفيصل العالمية، رئيساً لمجلس إدارتها...
* مدير عام اكاديمية الفيصل العالمية
|